❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
حمزة العطار
عام مر على تشكيل الحكومة العتيدة ولكل فيها ما أراد في سياق وعود وعهود سبقت بتحقيق الافضل حال استلموا زمام بعض الامور، وكان لهم ما أرادوا من حقائب سعوا إليها ونالوها، فظن من سمعهم سابقاً ووثق بهم، بأن الخلاص قد أتى من بعد معاناة وأن أبواب الخير فُتحت وسينالون ومعهم كل اللبنانيين ما تمنوا، لتحل الحقيقة، ويترحم المواطن على السابقين الذين أنتجوا بعكس الحاليين .
لا أتكلم لمجرد الكلام وسوق التهم، بل أقوم بمراجعة بعض الأرشيف وأستمع لبعض الوعود التي تبخرت، دون تحقيق الحد الأدنى منها، فلنعد قليلاً إلى الوراء ونعتبر .
أزمة الكهرباء التي يعاني منها لبنان منذ القدم دون حلول، فأنا منذ نشأتي وأنا أسمع وأشاهد معاناة اللبنانيين في هذا الملف، حتى بان الخلاص حينما تعهدوا وتوعدوا بتأمينها كاملة دون انقطاع حينما يستلمون هذا الملف، ومن يتابع تصريحاتهم السابقة على لسان مسؤوليهم الذين يؤكدون أن أزمة الكهرباء ستنتهي وسينعم لبنان بالكهرباء الكاملة دون انقطاع خلال توليهم هذا المرفق، كما وأعطوا الوعود، أنه في فترة ممتدة بين الستة أشهر والسنة سيكون المشروع أُنجز وارتحنا من مشكلة التقنين في هذا المرفق، وكان لهم ما أرادوا بأن باتت وزارة الطاقة وكل الطاقات في جعبتهم، وها نحن نناهز العام من استلامهم ونستذكر ما وعدوا به، لنتفاجأ بأننا وصلنا لمرحلة الغياب الكلي للكهرباء عنا، وما كانت وعودهم الا أماني ما استطاعوا تأمينها، بل على العكس، صرنا نترحم الفترة المنصرمة والتي كانت الكهرباء متوفرة فيها بشكل كبير، لنتذكر هنا موقف العراق الذي امتلأ شهامة وكرماً حينما أفادوا بأن مادة الفيول تعطى بالمجان إلى لبنان فداءً لعيون الأمين الشهيد، أما اليوم فلا معين ولا مساعد، لينتهي حلم الكهرباء كغيره من أحلام عاشها الشعب اللبناني وانتظروا تحقيقها .
أما الطامة الكبرى فهي في وجه لبنان الخارجي وبوابته للعالم، عبر وزارة الخارجية، التي باتت اليوم حكراً على بعضهم وانتقلت من وزارة الخارجية اللبنانية، إلى وزارة القوات اللبنانية مع الخارج، فلم نعد نرى الوجه التمثيلي الصحيح والحقيقي لكل اللبنانيين، بل باتت، وزارة القوات مع الخارج، وما كل الخروقات التي بانت من الموظف القواتي يوسف رجي، إلا مصداقاً لذلك، فقد رأينا التعاطي الفظ مع الخارجية الإيرانية ووزارتها مقابل انبطاح وتنفيذ أوامر أميركية لا تحتمل التأجيل، رغم الود وكثير اللياقة التي ظهرت من وزير الخارجية الإيرانية في غير مناسبة وحديث، مقابل تكلم بالحيوانية من بعض المبعوثين الأميركيين واستعمال مصطلحات تخاطب سوقية لا ترتقي للدبلوماسية في شيء، ورأينا الطاعة المطلقة والعمياء من قبل من هو وصي على الخارجية اتجاه المواقف الأميركية، مقابل العنتريات مقابل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكلنا يرى ويراقب كيف يكون التعاطي مع الطرفين، لدرجة أن وزير الخارجية اللبنانية، بات موظفاً يلبي الطلبات الأميركية ويأتمر بأوامرهم ويسارع إلى عوكر حينما يُطلب منه الحضور، في مقابل رجولة زائفة وعنتريات كاذبة أمام الإيرانيين الذين أبدوا ولا يزالون أرقى أساليب اللياقة وحسن التصرف .
وقس على كل ذلك كثيراً من التعديات في غير محلها والوعود التي ذهبت مع الايام، لتكون الخلاصة أن الكلام سهل وبسيط لكن تنفيذه صعب وعسير، وتكون الخلاصة، أنهم لم يصدقوا يوماً في وعودهم، بل كانت حقن تخدير للوصول إلى غايتهم .
بالمحصلة، مهما طال الزمن، فإن الدنيا دوارة وستتبدل الأدوار قريبا، بل أقرب مما تظنون، وستحاسبون على وعودكم عبر من وعدتموهم وكذبتوا، وها هي صناديق الاقتراع قادمة لتبيان حجمكم الحقيقي وكشف وعودكم الزائفة، وستكون الصناديق الانتخابية للإنتخابات القادمة، إن حصلت في موعدها، حصالة تدفعون فيها ثمن كل وعودكم وعهودكم .
لتكون النتيجة ويكون اليقين الحقيقي في الختام أنه" مش هينة تكون قوات"
فعلاً مش هينة لأنكم لا تشبهوننا ولن نشبهكم يوماً، اخجلوا من كل وعودكم، والتزموا الصمت في الباقي القليل من عمركم السياسي، واخجلوا بأنكم قوات لبنانية .
حمزة العطار