
– قالت المقاومة إن تراجع الدولة عن الشرط الذي وضعته الدولة نفسها لتعيين مدنيّ في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وهو تنفيذ “إسرائيل” واجباتها المحدّدة في اتفاق وقف إطلاق النار لجهة وقف الاعتداءات وتحقيق الانسحاب وإطلاق الأسرى ليس مجرد مرونة، بل هو مكافأة للاحتلال على جرائمه التي يرتكبها بحق لبنان واللبنانيين، وعلى تصعيده العدوانيّ وتعطيله لتنفيذ الاتفاق، بينما يفترض بالدولة أن تتخذ خطوات عقابية من نوع تعليق بعض الالتزامات التي تقوم بها الدولة اللبنانية حتى تعود “إسرائيل” إلى التزاماتها، وليس إضافة التزامات جديدة والتراجع عن مواقف مبدئيّة سابقة.
– قالت المقاومة في لغة القانون الدولي وفلسفة التفاوض ما كان يُفترض أن تقوله الدولة، وهو أن هناك اتفاقاً بين لبنان و”إسرائيل” برعاية أميركيّة فرنسية، وليس هناك مجال للحديث عن اجتهاد في كيفيّة الإدارة الدقيقة الواجبة للوضع الناشئ عن عرقلة تنفيذ الاتفاق وتعطيله. فاللغة والمعايير القانونيّة تلزم الدولة ذات السيادة برفض البحث بأي اتفاق جديد أو قبول إضافة التزامات جديدة غير منصوص عليها في الاتفاق قبل تنفيذ كامل مندرجاته، أما الرعاة والضامنون فمن غير الجائز التعامل معهم وكأنهم سعاة خير يستطيعون القول ببساطة، إن “إسرائيل” تشترط لتنفيذ موجباتها أو التفكير بتنفيذها، هو أن يقبل لبنان بالتزامات جديدة مهما بدت شكلية، لأن الأصل هنا هو الاستعداد للتسليم بأن الاتفاق الذي ينتج عن التفاوض، أيّ اتفاق وكل اتفاق، وأيّ تفاوض وكل تفاوض، قابل بعد إبرام الاتفاق وانتهاء المفاوضات، للتلاعب ببنوده ونصوصه، وفقاً لما يستنسبه الطرف الآخر في الاتفاق، وإن هذا التسليم يتمّ بسبب استمرار العدوان والتنصّل من الالتزامات وتهرّب الرعاة والضامنين من واجباتهم ومسؤولياتهم، لأن هذا التسليم بالنسبة للاتفاق السابق والتفاوض الذي سبقه، يعني الاستعداد للتسليم بالتلاعب والتهرّب بالنسبة للاتفاق الجديد والتفاوض الذي يسبقه.
– ردّت المقاومة على الذين يهوّلون بالتصعيد الإسرائيليّ، ويلوّحون بخطر حرب إسرائيليّة، فقالت إن هذه التهديدات لا تُخيفها، وأن التلويح بالحرب لا يمكن أن يدفعها إلى الاستسلام، وإنها مستعدة للقتال وواثقة بقدراتها الدفاعية، والمقاومة مدركة أنها لا تدافع عن سلاحها، وإن سلاحها ليس مستهدفاً لذاته، بل إن المقاومة تستخدم سلاحها للدفاع عن لبنان، وإن سلاحها مستهدف لأنه العقبة أمام تحقيق أهداف “إسرائيل” من اعتداءاتها، والأهداف هي السيطرة على لبنان، باحتلال أرضه ونهب مياهه، ووضع اليد على ثرواته النفطية، والتحكم بأجوائه، والمقاومة في هذه الحال عندما تقول إنها واثقة بقدراتها الدفاعية، فليفهم الذين يجب أن يفهموا ما يجب أن يفهموه ما بين سطور هذا الكلام وهذه المعادلة.
– في الشأن الداخلي قالت المقاومة الشجاعة والحكيمة للدولة ما يجب أن يُقال واكتفت بالنصح والتحذير، لأن قادم الأيام سوف ينصفها، وهي تؤكد وقوفها خلف الدولة رغم ما وصفته بالخطيئة، وتنتظر أخذ العبر منها ومن قرارات 5 آب، ومن وهم شراء الرضا الأميركي على حساب الوحدة بين الدولة والمقاومة كعنصري قوة يحتاج لبنان وحدتهما لمواجهة التحديات، والمقاومة تقابل سائر اللبنانيين بكل إيجابية، وتمدّ يديها إليهم للحوار والتعاون والتفاهم، لكنها لن تعير اهتماماً للذين لا يرون في لبنان إلا ما تراه “إسرائيل” ولا يريدون إلا ما تريده، ويضعون العداء للمقاومة بوصلة موجهة لمواقفهم، فهؤلاء خدام “إسرائيل”، وانتهى.
– هذه المقاومة بحكمتها وشجاعتها ومن وما تمثل بيضة القبان في معادلات الأمس واليوم وغداً.