بتاريخ ٢٥ نوفمبر (تشرين الثاني) ٢٠٢٥، عقد في الكويت مؤتمر لوزراء مجلس الدفاع الخليجي في ظل التوتر الإقليمي والحرب على غزة ولبنان والأزمة اليمنية التي اختلف عليها أعضاء المجلس بعد أن تورطت فيها كل من من الرياض وابوظبي، وخرجت الكويت والدوحة ومسقط، اما المنامة فترتبط بين السعودية والإمارات، مع العلم أن كل المجلس بأمه وأبيه تحت المظلة الأميركية ولا يوجد بين الأعضاء رؤية سياسية واحدة، فكل منهم له حساباته
على سبيل المثال:
في العلاقة مع إيران، تتخذ سلطنة عمان موقفاً حيادياً ومعها الكويت، بينما الإمارات هي أقرب للكيان الصهيوني، والسعودية بين مد وجزر. أما مملكة البحرين فهي في أسوأ حالاتها، وقطر تحافظ على علاقات الود مع الجميع وتحاول أن تلعب دور الوساطة في الملفات.
في العلاقة مع الكيان، حدّث ولا حرج، محمد بن زايد متقدم على الجميع وملك الملوك، ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة منح المنامة عاصمة مهبط الاتفاق الإبراهيمي، وباسم الاخوان تميم بن حمد شرّع أبواب إمارته لبني صهيون، ومحمد بن سلمان من خلف الستار أباح بلاد الحرمين لأبناء العمومة تفقد خيبر وأرزاقهم على أمل إقامة دولتين في فلسطين المحتلة، أما مشعل الأحمد الجابر الصباح ففي عالم البصرة وطهران خربت عمرت زاحت عني بسيطة، وختاماً جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد يا هلا وسهلا بالرايح والجاية..!
هذا المشهد يعطي نسخة طبق الأصل عن مؤتمر وزراء الدفاع والذي في الشكل له رمزية أمام شعوبهم واتجاه العالم غير مقلق ولا يخوف، وأما المستفيد الأول الراعي الأميركي صاحب المظلة الواسعة الشاسعة إذ يعقد صفقات أسلحة وذخائر ويخلق الذعر والخوف من الجار الإيراني والتسونامي الصيني، وأما أزمات الاقليم من اليمن وفلسطين وغزة ولبنان والسودان وليبيا والصومال وسوريا كل له حساباته، ويبقى البيان مجرد حبر على ورق وقد لا يحتاج إلى حبر وورق بوجود التقدم التقني والالكتروني...!
ينهض مما تقدم، أن الرؤية السياسية بين الأعضاء متباعدة، وأن الأخ الأكبر السعودي يطمح لقيادة المجلس بل الإقليم، وبن زايد يذوب في عشق نتن ياهو وتميم يمتلك خطوطاً عدة من طالبان إلى تل أبيب وواشنطن وانقرة وطهران، والكويت يا رب السترة. فملفات المنطقة وازماتها تستنزف الجميع مالياً وبشرياً، والغاية أن يبقى كل في قمة عرشه مع جواريه وحاشيته وعلى قاعدة مات الملك عاش الملك...!
وعليه تثار تثار تساؤلات عدة منها:
١- لماذا هذا الاستنفار الدفاعي؟
٢- هل سيعلن مجلس التعاون الخليجي حالة طوارئ لمواجهة الكيان وحل أزمات الإقليم؟
٣- ما هو دور واشنطن في هذا الاجتماع؟
٤- هل سيتشكل نواة ناتو عربي؟