logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
00:21:20 GMT

«نزعُ السلاح» عنوان إسرائيل للاستثمار !

«نزعُ السلاح» عنوان إسرائيل للاستثمار !
2025-11-24 07:50:02
طوني عيسى

ناك خديعة إسرائيلية سيكون اللبنانيون ضحيتها، عنوانها «نزع السلاح». في الظاهر، يتعمّد بنيامين نتنياهو وفريقه إلهاء الرأي العام بمسرحيات تتعلق بما بقي من سلاح لـ»حزب الله» في جنوب الليطاني وشماله، لكنهم في العمق يخططون لما هو أبعد بكثير.

على وقع الضربات الإسرائيلية المتصاعدة في الجنوب، تتكشف مفارقة سياسية وعسكرية عميقة ومثيرة للقلق. فالمطالب الإسرائيلية العاجلة والملحّة بنزع سلاح «حزب الله» بكامله، سواء في جنوب الليطاني أو في شماله، تبدو في عمقها مصطنعة. تمارس إسرائيل «لعبة الممنوع والمباح» بكثير من الدهاء. وهدفها الحقيقي ليس الإزالة التامّة للسلاح كما توحي ضغوطها للوهلة الأولى، بل الإبقاء على «مقدار بسيط» من هذا السلاح، أو على عنوان «السلاح» على الأقل، بما يكفي ليكون «ذريعة» دائمة لها.

 تدرك إسرائيل أن تخلّي «حزب الله» عن كل سلاحه هو خط أحمر وجودي بالنسبة إليه. إنّه جزء من عقيدته وتركيبته السياسية والعسكرية. وفي أي مفاوضات محتملة، هو لا يقبل بتجاوز الحل الوسط في مسألة سلاحه، أي التخفيف منه شكلاً وموقّتاً في جنوب الليطاني، مع رفض قاطع للمسّ به في المناطق الأخرى كلها، أي شمال النهر، حيث يرجح وجود الثقل الحقيقي للمخزون الاستراتيجي.

 وهنا، تمارس إسرائيل خديعة، وتستثمر في تقاطع المصالح المثير، إذ يتبين أنّ مصلحتها الخبيثة تكمن في الإبقاء على جزء بسيط من سلاح «حزب الله»، وتحديداً الأسلحة ما دون الاستراتيجية (بعد إزالة الصواريخ الدقيقة التوجيه والمسيّرات المتقدمة وما يوازيها)، بحيث تحتفظ بالذريعة الدائمة لاستمرار الضغط العسكري والاستخباراتي على لبنان. وهذا العنوان عن «خطرٍ متبقٍّ في لبنان» تستخدمه لتشرعن أمام العالم استكمال مخططاتها التوسعية المعلنة وغير المعلنة في جنوب الليطاني، وربما حتى نهر الأولي، تحت مسمّى «تأمين الحدود».

وفي عبارة أوضح، حتى لو تخلّى «حزب الله» عن سلاحه بكامله، ستجد إسرائيل أنّ مصلحتها تقتضي اتهامه دائماً بأنّه يحتفظ بالسلاح لتبرير المضي في مخططاتها التوسعية في لبنان. وسيكون على الدولة اللبنانية أن تبذل كل الجهود مع الأميركيين والفرنسيين والسعوديين والقطريين والمصريين لتكشف فعلاً عن كل مواقع «الحزب» (السابقة) في كل لبنان، وإظهار الحقائق ميدانياً، ما ينزع الذرائع الإسرائيلية تماماً.

 مشكلة لبنان حالياً تكمن في أنّ «حزب الله» نفسه يصرّ على إثبات «الاتهام» الإسرائيلي بأنّه يحتفظ بالسلاح، ويرفض التخلّي عنه للجيش بأي ثمن، بل إنّه استعاد جزءاً من قدراته العسكرية التي خسرها في الحرب. فهو يعتبر ضمناً أنّ احتفاظه بمخزون الأسلحة في شمال الليطاني، ولو بعيارات لا تشكّل خطراً على إسرائيل، إنما يتيح له على الأقل الاحتفاظ بالهيبة السياسية والمبرر الداخلي لوجوده وسلاحه، أمام بيئته ومؤيديه واللبنانيين عموماً.

 أي إنّ إسرائيل لا تريد «نزع السلاح» في المطلق، بل «نزع فاعلية السلاح»، أي كف يد «الحزب» عن إطلاق الصواريخ الاستراتيجية والمسيّرات، وتعطيل أي نوع من الأسلحة يمكن أن يهدّد أمنها من قريب أو بعيد. وبعد ذلك، في العمق اللبناني، فليتدبّر اللبنانيون أمورهم في ما بينهم، فقد يبقى السلاح الخفيف والمتوسط وبعض السلاح الثقيل مصدر إزعاج داخلي لبناني أو لا يبقى.

 والمثير في هذا الشأن، كلام صدر للمرّة الأولى، قبل أيام، على «احتواء السلاح» شمال الليطاني. فمصادر المؤسسة العسكرية أوردت هذا المصطلح، وكذلك الرئيس نواف سلام أورده علناً قبل يومين، في تطوّر يُعتبر غير مسبوق. وربما تتلقف إسرائيل فكرة «الاحتواء» شمال الليطاني أو على الأرجح شمال الأولي، طبعاً بعد التخلص من السلاح الذي يشكّل تهديداً لها، كتسوية مناسبة، لأنّ هذا السلاح لا يهدّد مصالحها الأمنية، بل ينام في المخازن حتى يصيبه الصدأ، أو يُبتكر له حلّ مناسب في السياسة.

 هذا السيناريو سبق أن شهدت غزة مثيلاً له. فإسرائيل استفادت بمهارة فائقة من وجود «العدو المفيد» الذي لا يُسحق بكامله. وفي المنطلق، هناك تساؤلات مشروعة عن توقيت عملية «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول 2023 ونتائجها الاستراتيجية. وثمة شكوك عميقة في حيثياتها، لأنّها منحت إسرائيل مبرّراً ذهبياً لتنفيذ مخططاتها بتدمير القطاع وتهجيره. واللافت، بعد العملية، أنّ إسرائيل قامت بتعظيم حجم الخسائر التي أصابتها في العملية، كما كانت مصلحة «حماس» بتعظيمها أيضاً من أجل رفع المعنويات في بيئتها. وفي أي حال، الترجمة العملانية هي أنّ إسرائيل استفادت من هذا التعظيم، فأوقعت الكوارث التي لا يمكن تصورها في غزة وأهلها.

 في لبنان اليوم، إسرائيل تطلب نزع السلاح بكامله، وهي تعلم أنّ ذلك لن يحدث. وقد تكون لها مصلحة في الاكتفاء بإزالة ما يشكّل تهديداً استراتيجياً مباشراً (كالصواريخ التي تصل إلى العمق). وفي المقابل، يبقى «الوجود» المسلّح شمال الليطاني بمثابة الضوء الأخضر الذي يُخوّلها ضرب أي هدف في أي وقت، تحت ذريعة استهداف مخازن أو مواقع، وبالتالي تبرير التوسع والاحتلال في الجنوب اللبناني.

 إسرائيل لا تريد عدواً مُسالماً. هي تريد عدواً ضعيفاً، لكنها تريد أن يكون هناك عدو دائماً، عدو لا يشكّل خطراً حقيقياً عليها، لكنه يُبقي على «مشروعية القوة» و«ضرورة الردع» التي تحتاج إليهما لتنفيذ أجندتها التوسعية. إنّها مفارقة مثيرة: العدو لا يُريد إسقاط عدوه بكامله، (أو ربما لا يستطيع. النتيجة هي إيّاها) لأنّه في حاجة إلى وجوده، ولو كعنوان.


ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
بسم الله الرحمن الرحيم
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
مجزرة ميركافا جديدة: 4 ملايين إسرائيلي تحت النار المقاومة تضرب تل أبيب مجدّداً و4 ملايين إسرائيلي تحت النار: «مجزرة ميركافا - 2»
الصين في البحر الأحمر: الحياد المنحاز الجزيرة العربية لقمان عبد الله الخميس 14 آب 2025 تمثّل علاقة الصين باليمن نموذجاً
ابن فرحان يربط الدعم بحكومة إصلاحات واسعة: «كلّنا إرادة» جزء من مشاورات التأليف
كتب الباحث في الاستراتيجية الاقتصادية والطاقة زياد ناصر الدين
رنا الساحلي: أيقونة الإعلام المقاوم. نادين خزعل.
تفاصيل عروض الغربيّين وكيف يتصرّف جعجع والصحناوي أميركا للبنان: وقف العداء لا الحرب فـقط!
تـهـرّب جـمـركـي مـن رسـوم الـسـيـارات الـفـارهـة صـحـيـفـة الأخـبـار اكتشفت وزارة المال عملية احتيال تُستخدم فيها «بطاقة
ترامب لا ييأس: في انتظار استسلام إيراني
إذا كانت الجامعة اللبنانية ما بتخرج مستوزرين فبيكفيها أنها بتخرج قامات علمية وأدبية وشـ.ـهـ.ـداء من طلابها وأساتذتها..
شركاء إسرائيل في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتبريرها: مقاضاة الإعلاميين المحرّضين
ويبقى الجيش هو الحل...
اسرائيل الكبرى الهدف الثابت للمشروع الصهيوني
طهران تلوّح بالتخصيب السرّي: لمفاوضات على أسس جديدة
الظلم الأمريكي والإسرائيلي في فلسطين واليمن
فؤاد شكر... «راوي» المقاومة حسين الأمين السبت 20 أيلول 2025 قبل ثلاثة أعوام، وفي أجواء ذكرى مرور 40 عاماً على تأسيس «ال
الحاج محمد عفيف: صوت المقاومة الذي لم يصمت حتى بالدم…
كلنا مشروع شهيد.....!
القدرات رُممت
منظمات.. ظاهرُها أعمال إنسانية وباطنُها قتل الإنسانية!
الحاج محمد عفيف شهيداً
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث