❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
فتحي الذاري
قال الله عزوجل( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَـمُونَ)
من سورة البقرة- آية (22)
تمثل الأراضي الصالب في مديرية الرضمة فرصة واعدة لتحقيق تنمية زراعية مستدامة تساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الموارد المائية التقليدية. تتطلب هذه المبادرة وضع خطة استراتيجية تدمج استغلال الأرض بصورة فعالة، والاعتماد على حصاد مياه الأمطار، وتشجيع المبادرات المجتمعية، بهدف تحويل الأراضي غير المستغلة إلى مصدر دخل مستدام وتحقيق تنمية اقتصادية وبيئة متوازنة
تمتاز مديرية الرضمة بوجود مساحات واسعة من الأراضي الصالب التي يمكن استثمارها بزراعة المحاصيل الإستراتيجية مثل القمح والذرة والبقوليات، مما يعزز من تنويع الإنتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي. زراعة الحبوب ليست مجرد مصدر للغذاء، بل تساهم أيضاً في دعم القطاع الزراعي، وتمكين المزارعين من تحسين دخلهم، وتقليل الفجوة الغذائية على المستوى المحلي والوطني وفي ظل شح المياه التقليدية وتعقيدات توفيرها، يُعتبر حصاد مياه الأمطار أحد الحلول المجدية للاستفادة من موارد المياه الطبيعية بصورة فعالة. يمكن تنفيذ مشاريع تجميع مياه الأمطار من السطوح والطرق والمدارس والمنازل، وتخزينها لاستخدامها في الري خلال موسم الزراعة. هذا النهج يقلل من الاعتماد على الموارد المائية الجوفية والسطحية، ويقلل من تكاليف الري، مع مراعاة تحسين تقنيات الري واستخدام أنظمة حديثة كالسدود الصغيرة والخزانات.
تؤدي المبادرات المجتمعية دورًا محوريًا في نجاح برامج زراعة الأراضي الصالب. يمكن تشجيع المجتمعات المحلية على المشاركة في بناء وتنفيذ مشاريع حصاد مياه الأمطار، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية حول أهمية الزراعة المستدامة والمعرفة بأفضل ممارسات الري واستخدام الأسمدة العضوية. التعاون بين الجمعيات الزراعية، المؤسسات الحكومية، والمنظمات المجتمعية المحلية يعزز من فعالية هذه المبادرات ويزيد من فاعليتها.
تنفيذ هذه المبادرة اعتماد دراسات بيئية واقتصادية وتقنية شاملة،ويتم تقييم المساحات للأرضي الصالب وتحديد أفضل المواقع للزراعة.
ودراسة نوعية التربة وظروف المناخ لاختيار المحاصيل الملائمة.
و إعداد خطة استثمارية لاستغلال مياه الأمطار التي ينعم الله بها علينامن خلال إنشاء خزانات وتجهيز أنظمة الري.
و تصميم برامج تدريب للمزارعين على تقنيات الزراعة الحديثة والحصاد المائي ووضع آليات تمويل مجزية لدعم المبادرات المجتمعية،وتقدر الكميات التي يحتاجها المزارعين لري محاصيلهم حوالي3000 إلى 4000 متر مكعب من الماء لكل هكتار في الموسم الزراعي.الذرة الرفيعة حوالي 4000 إلى 5000 متر مكعب من الماء لكل هكتار.
إن استغلال أراضي الرضمة الصالب من خلال زراعة الحبوب، إلى جانب حصاد مياه الأمطار، يعزز النمو الاقتصادي، ويدعم الاستدامة البيئية، ويشجع المشاركة المجتمعية. يتطلب الأمر تنسيقًا فعّالًا بين الجهات المعنية، وإعداد دراسات دقيقة، وتنفيذ خطط مدروسة تضمن استخدام الموارد بكفاءة، لتحقيق تنمية زراعية مستدامة تعود بالنفع على المجتمع والدولة على حد سواء
استثمار الأراضي الصالب وزراعة الحبوب باستخدام موارد مياه الأمطار هو السبيل لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في مديرية الرضمة. المبادرات المجتمعية، المدعومة بالدراسات والخطط المناسبة، ستجعل من هذه المساحات فرصة حقيقية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق التنمية الشاملة، مع المحافظة على الموارد البيئية للأجيال القادمة.