بقلم حسن علي طه
❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
مما لا شكّ فيه أنّ العدوّ الإسرائيلي يملك اليد الطولى في حركة الصراع الدائر منذ ٧ أكتوبر حتى اليوم.
فمن حرب الإبادة والمجازر التي أتقنها على مدى عمر كيانه، معطوفة على إجرام "السيد الأمريكي" الذي أقام دولته على جماجم أهلها الأصليين، وصولًا إلى ما حقّقه العدو من تدمير وقتل قادة في غزة ، أو التهجير واغتيال شخصيات كانت تشكّل له هاجسًا في لبنان.
وتمتدّ اليد نفسها إلى ما جرى في سوريا من تغييرات داخلية أعطت إسرائيل فرصة لاحتلال الجنوب السوري، وفتحت لها أفق إقامة كانتون درزي يمتدّ حتى الشوف اللبناني، واستكمال إحكام الطوق على المقاومة في لبنان من خلال تحويل الشمال اللبناني إلى مساحة نفوذ صناعتها أمريكية باسم "أبو محمد الجولاني" الذي تحوّل من إرهابي مطلوب إلى رئيس مرغوب ومحبوب، ينثر عليه ترامب عطرًا صُنع من دماء أبناء فلسطين.
كلّ هذا التمادي والإطباق وطول اليد، الناتج عن لحظة توافق إقليمي نادرة، وعن تراكب ظروف قد لا تتكرّر، ما زال مستمرًا منذ سنتين، لكنه حتماً يحمل نهايته في داخله. فعند أول نقطة تحوّل سينقلب السحر على سحرة فرعون.
من هنا يتضح معنى الصبر وعدم التأثر بمناخات الترهيب والحرب النفسية التي تُشنّ من كل صوب. فلم يبق وضيع ولا وضيعة إلا وحاول أن يستّر وضاعته ببيع كرامته وزوجته، ثم أصبح من المنظّرين للحكمة والعقل والواقعية.
وإن ميزان القوى ليس لصالحنا مع المحتل. وكيف يكون الميزان متكافئًا أصلًا؟ فلو كان كذلك، لما كان هناك محتلّ من البداية.
ماذا عن صيدا التي أحرقت نفسها ولم تستسلم للإسكندر؟ ألم تدرسوها في كتب الابتدائي لتزرع فيكم الحمية والكرامة؟
وماذا عن الجزائر، بلد جميلة بوحيرد وبلد المليون شهيد؟ هل كان هؤلاء "انتحاريين" كما يصوّر البعض اليوم؟
بكل الأحوال، أيّ حساب في الأيام المقبلة لا يطابق البيدر ستكون مفاعيله كارثية على العدو.
نعم، حقّق العدو إنجازات في هذه الحرب، لكنه — حتى اللحظة — لم يستطع أن يثبّت هذه الإنجازات، وهذا ما قد يجعلها عرضة للتبخّر عند أول متغيّر.
ماذا عن الوضع الأمريكي – الصيني؟ هل الحرب أصبحت قريبة؟ وماذا عن روسيا وأوروبا؟
وماذا عن تركيا وشراكتها مع إسرائيل في سوريا؟ لا بل ماذا عن الجولانب نفسه الذي خالف ثقافة كثير من "الجهاديين" الذين أُرسل بعضهم للغداء مع نبيهم، وما زال البعض الآخر ينتظر… بينما "تغدّى" هو مع "نبيه ووليه" ترامب!
عام ١٩٨٢ وصلت إسرائيل إلى بيروت، وكان الأطلسي معها: أمريكا، فرنسا، بريطانيا، وإيطاليا.
وبشير الجميّل رئيس جمهورية.
ومُنظّمة التحرير طُردت.
ومع ذلك، بدأت المقاومة من مسدس خالد علوان. وبعد أشهر قليلة، أشرقت الشمس من مغربها: تدمير مقرّ الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، ومقرّ المارينز والمظلّيين الفرنسيين في بيروت، وقتل بشيرالجميل أحد أهم قادة اليمين المسيحي المتحالف مع العدو
كلّ ما عليناامرنا اثنان
أن الله مع الصابرين.
وأن نتّقي الله ليجعل لنا مخرجًا.
والسلام على الصابرين المتّقين.