❗️sadawilaya❗
بقلم : محمد علي الحريشي
مايسمى بقوات« الدعم السريع في السودان» هم مليشيات بدوية رعوية من غرب السودان، «خاصة من ولاية دارفو».
بداية تكوينهم من قبل الرئيس السوداني السابق عمر البشير، قبل حوالي ثمان سنوات، هو الذي عمل على تشكيلهم وتكوينهم ليتولوا قمع الإحتجاجات الشعبية السودانية السلمية في غرب السودان والقضاء عليهم، الإحتجاجات الشعبية السودانية نشأت في غرب السودان، وإندلعت ضد نظام الرئيس السوداني السابق عمر حسن أحمد البشير بسبب مظالم وهضم حقوق وتمييز في المواطنة عانوه في فترة حكم الرئيس البشير.
بداية تكوين المليشيات الذين ينتمون إلى قبائل بدوية رعوية ذات الأصول عربية في غرب السودان، كانت تنشب بين القبائل العربية والقبايل الزنجية خلافات ومشاكل متوارثة على الرعي وموارد الماء في الحدود بين تلك القبائل، وكانت تحدث بينهم إغارات متبادلة، ينتج عنها قتل عدد من الأفراد وحرق بيوتهم ونهب مواشيهم وممتلكاتهم،
معظم المحتجين من غرب السودان، ضد نظام الرئيس عمر البشير هم من القبائل الزنجية، فشجع الرئيس السوداني آنذاك مجاميع البدو رعاة الإبل وسلحهم، ليقوموا بأعمال إجرامية ضد أبناء الشعب السوداني في غرب السودان.
ومع الأيام زاد عدد المليشيات التي أطلق عليها إسم «الجنجويد»، تولى عبد الرحيم حمدان دقلو «حميدتي» قيادة المليشيات المسلحة،وكان لديه طموح سلطوي أستلقفته المخابرات الأمريكية والصهيونية، ليكون أداتهم في تفتيت وحدة الشعب السوداني والقضاء على دولة ، ومع بداية تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن عام 2015، تم الإتفاق بين السعودية ومن خلفها أمريكاوتحالفها، مع نظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير، لإدخال جيش سوداني للمشاركة في العدوان على اليمن، وتم إرسال معظم المقاتلين السودانيين من مليشيات الجنجويد، تم إرسالهم ليقاتلوا اليمنيين في صف التحالف الدولي السعودي الإماراتي الأمريكي.
بعد إندلاع الأحداث والثورة الشعبية في السودان ضد نظام البشير، إستطاعت أمريكا وبدعم إماراتي إقناع قيادة الجيش السوداني، الذي سيطر على الحكم بعد خلع نظام الرئيس عمر البشير، وذلك بإشراك مليشيات الجنجويد في السلطة الحاكمة الجديدة بالسودان،وتم تعيين قائد المليشيات في منصب حكومي رفيع كشريك مناصف للجيش السوداني في تقاسم السلطة، وتم إدخال المليشيات إلى المواقع الحساسة في العاصمة الخرطوم، وفي عدد من المدن والولايات السودانية، بعد ماتم تم إعادة تنظيمها على هئة تشكيلات عسكرية نظامية، «كتائب وألوية عسكرية مقاتلة»، تولى تنظيمها وتسليحها من قبل خبراء وظباط من المخابرات الأمريكية والصهيونية، بدعم وتمويل إماراتي وسعودي.
لم يكن إشراك مليشيات الجنجويد وقائدها في السلطة الحاكمة الجديدة بالسودان، من قبل المخابرات الأمريكية والصهيونية، غير مرحلة أولى تمهيدية، من أجل إستيلاء قائد المليشيات على السلطة في السودان، في تلك الفترة إنتعشت أحلام رؤوس النظام السوداني الجديد، بإلغاء القيود الإقتصادية الأمريكية على السودان، ورفع الحكومة السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية، بدأ النظام السوداني الجديد، بمغازلة الإدارة الأمريكية للدخول في عملية تطبيع مع العدو الصهيوني،(كان ذلك في فترة الرئاسة الأولى للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ليكون تطبيع الحكومة السودانية مع الكيان الصهيوني، مقابل وعود بدعم إقتصادي أمريكي للسودان،وفتح السودان أمام تدفق المساعدات والإستثمارات الخليجية،فكان هناك سباق وتنافس بين الرئيس السوداني وقائد الجيش الجنرال «عبد الفتاح البرهان»، وبين رئيس الحكومة الشريك في السلطة «الجنرال حميدتي»، في من يقدم عروض ووعود بالتطبيع مع حكومة كيان العدو الصهيوني، والتقرب من الإدارة الأمريكية،حتى نشأت بين الإثنين الخلافات، وتراجع البرهان خطوة إلى الوراء في موضوع المضي في طريق التطبيع مع العدو الصهيوني، بينما أصر «حميدتي» على تجاوز صلاحياته على حساب صلاحيات الرئيس البرهان، خاصة في موضوع التطبيع،حتي تفجر الصراع بين الطرفين وأندلعت حرب شوارع طاحنة،خاصة في العاصمة الخرطوم، بين مليشيات الجنجويد وبين القوات المسلحة السودانية، خلفت عشرات الآلاف من القتلى وتدمير واسع في المدن والمصالح الإقتصادية السودانية.
كان من الواضح أن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني والأنظمة الخليجية، خاصة الإمارات والسعودية قد فضلوا الوقوف وتقديم الدعم العسكري وتسليح مليشيات التمرد «الجنجويد»، وذلك مقابل وعود من قبل قائد المليشيات «حميدتي»، بتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، وفتح السودان للمخابرات والقواعد العسكرية الأمريكية والصهيونية، وطرد القاعدة العسكرية الروسية من مدينة وميناء« بورت سودان» وغيرها من الوعود.
لذاك إقترحت أمريكا بتحويل إسم مليشيات الجنجويد إلى مسمى «أمريكي جديد»، وهو «قوات الدعم السريع»، كان ذلك المسمى من قبل نشوب القتال بين المليشيات وبين الجيش السوداني، ولأنهم مليشيات كانوا خارج سيطرة وزارة الدفاع السودانية، أحست الدولة السودانية بالخطر الذي تنتظره دولة ووحدة الشعب السوداني، خاصة بعد أن رصدت الأجهزة الأمنية السودانية تحركات وتواصلات سياسية نشطة، بين قائد مليشيات الجنجويد، وبين مسؤولين صهاينة وظباط مخابرات امريكية، كان التواصل يتم خارج نطاق الدولة السودانية، أي خارج صلاحيات الرئيس والحكومة السودانية، حتى إندلعت الأحداث وتفجر الصراع إلى حرب دموية طاحنة بين الجانبين.
مسمى قوات الدعم السريع هو مسمى أمريكي بإمتياز وتولى ظباط من المخابرات الأمريكية ومن وزارة الدفاع الأمريكية، تدريب عناصر المليشيات وتسليحهم بأسلحة أمريكية حديثة « أسلحة خفيفة ومتوسطة»، على نمط قوات مرتزقة شركة «بلاك ووتر»،
لكن قيادة الجيش السوداني أستيقظوا في اللحظات الأخيرة، قبل سقوط الدولة السودانية لقمة سائغة بين المخالب الأمريكية والصهيونية.
هذا هو مايسمى بقوات الدعم السريع، وهم مليشيات إجرامية ومرتزقة أرتموا بين يدي المخابرات الأمريكية والصهيونية، خدمة للمشاريع الأمريكية والصهيونية في المنطقة، ولتفتيت دولة السودان وللإضرار بالأمن القومي المصري والأمن القومي العربي خاصة في منطقة البحر الأحمر.