وخرج المتظاهرون إلى الشوارع احتجاجاً على عدم سنّ قانون يضمن لهم حقّ الإعفاء من الخدمة العسكرية، وهو أمر لطالما وعدهم به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وأفادت وكالة «فرانس برس» بأنّ الآلاف من الحريديم الذين اعتمروا القبعات وارتدوا الملابس السوداء، أحرقوا قطعاً من القماش، فيما أغلق مئات من عناصر الشرطة طرقاً في أنحاء المدينة.
واعتلى المتظاهرون أسطح المباني ومحطات الوقود والجسور الحديد والشرفات لمشاهدة جموع المحتجين من الأعلى، بينما حلّقت مروحية فوق الموقع أثناء تجمّع البعض لأداء صلوات جماعية.
وبموجب ترتيب يعود إلى إقامة دولة إسرائيل عام 1948، تمتع اليهود المتشددون بإعفاء من الخدمة العسكرية الإلزامية، شرط أن يكرّسوا أنفسهم لدرس النصوص اليهودية في المدارس الدينية. وبات هذا الإعفاء موضع انتقاد متزايد، منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول 2023، في ظل مواجهة المؤسسة العسكرية صعوبات في التجنيد للقتال.
واستجابةً لدعوة حزبَيْن حريدييّن متحالفَيْن ويحوزان عدداً من المقاعد البرلمانية المحورية لتماسك الحكومة، جاء محتجون من جميع أنحاء إسرائيل، اليوم، للمطالبة باستمرار إعفائهم.
وفي حزيران 2024، قضت المحكمة العليا بأنّ على الدولة تجنيد الرجال الحريديم في الجيش، مؤكدةً أنّ الإعفاء القانوني بات غير نافذ. وتناقش لجنة برلمانية، حالياً، مشروع قانون يتوقع أن ينهي الإعفاءات ويشجع الشباب الحريديم الذين لا يدرسون بدوام كامل، على الالتحاق بالجيش.
وقد وضعت هذه القضية الائتلاف الحكومي لنتنياهو، وهو من الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، تحت ضغط شديد. ففي تمّوز، استقال وزراء من حزب «شاس» الحريدي من الحكومة، احتجاجاً على المسألة، رغم أنّ الحزب لم ينسحب رسمياً من الائتلاف، بينما انسحب حزب «يَهدوت هتوراه» من الحكومة والائتلاف.
وحذّر «شاس» من أنّه سيسحب دعمه للحكومة إذا لم يُكرّس الإعفاء من الخدمة العسكرية في القانون، وهو ما قد يهدد الائتلاف الهشّ لنتنياهو، الذي انخفضت مقاعده البرلمانية إلى 60 من أصل إجمالي أعضاء الكنيست الـ120.
إقرأ أيضاً: الدروز في إسرائيل: «حلف الدم» مع الكيان أم «منفعة» سياسية؟
وبحسب تقرير للجيش، قُدّم للكنيست في أيلول، شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد الحريديم الملتحقين بالجيش، إلاّ أنّ العدد لا يزال يُعدّ منخفضة نسبياً، إذ لم يتجاوز بضع مئات خلال العامين الماضيين.
ويشكل الحريديم 14% من سكان إسرائيل اليهود، أي نحو 1,3 مليون نسمة، بينهم 66 ألف رجل في سن الخدمة العسكرية يتمتعون حالياً بالإعفاء من الخدمة.

