❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها : محمد علي الحريشي
من المؤكد أن الرئيس الأمريكي «ترامب» والدائرة الصهيونية الضيقة المحيطة به، عندما وضعوا مايسمى ب:(خطة ترامب للسلام في غزة)، وضعوها لإنقاذ الموقف الصهيوني المتفاقم جراء السخط العالمي على سياسات القتل والإجرام الصهيوني في قطاع غزة، التوجهات العالمية التي تبلورت بشكل بارز أثناء الإجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة، حاصرت الحكومة الصهيونية وحشرتها في زاوية ضيقة، بدأ السخط العالمي بالتزايد على الحكومة الصهيونية منذ أعلنت بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وأسبانيا وإيرلندا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية، عن رغبتها في الإعتراف بالدولة الفلسطينية، فلم يكن ذلك الإعتراف غير ضغوط تمارسها تلك الدول على الكيان الصهيوني لوقف مجازره وتدميره في غزة، على الرغم أن الإعتراف الأوروبي والعالمي لايلبي المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني،فهو إعتراف مقرون بوجود دولة يهودية صهيونية على أرض فلسطين، لكن العبرة أو الدرس الذي نفهمه من الإعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية، هو مدى الرفض والسخط الذي أبدته مختلف دول العالم من السياسات العدوانية الصهيونية ،التوجه العالمي والأوروبي سبب بالقلق داخل الكيان الصهيوني، فالدول الأوروبية التي أعلنت مواقفها من الإعتراف بالدولة الفلسطينية هي؛ دول وازنة ومؤثرة ولها ثقلها في السياسات الدولية، أدرك الرئيس الأمريكي أن الحلقة تضيق على الحكومة الصهيونية، خاصة بعد الفشل الأمريكي والصهيوني في تحييد القوة والنفوذ الإيراني في المنطقة، عقب العدوان العسكري الفاشل على إيران، وبعد تعافي مقاومة حزب الله وترميم بنيتها التنظيمية، عقب إستشهاد أمينها العام القائد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله عليه،وبعد فشل المحاولات الأمريكية والصهيونية في نزع سلاح حزب الله، وبعد فشل تحييد الصواريخ والمسيرات اليمنية، في الوصول إلى عمق كيان العدو.
لم تكن خطة ترامب للسلام في غزة غير المخطط البديل ( ب) بعدما فشل المخطط الرئيسي ( ا ) وهو مخطط تصفية قادة «حماس» في الدوحة الشهر الماضي، وفي ظل الأجواء غير المبشرة لكل من أمريكا وكيان العدو الصهيوني، تم إنتاج مشروع «خطة ترامب للسلام في غزة» التي تم إنتاجها وسط أجواء الفشل والخيبة، عقب فشل مخطط إغتيال قادة حماس، وغيرها من العوامل هي التي عجلت، بلجوء الرئيس الأمريكي لعمل خطته المخادعة للسلام في غزة.
هناك أهداف أمريكية من وراء الإعلان عن خطة ترامب، منها إستدراج الطرف الفلسطيني لرفض الخطة،بحجة أنها تلبي الأهداف الصهيونية ولاتلبي أدنى المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي حال رفض قادة حماس الخطة، فسوف تستغل الدعاية الإعلامية الأمريكية والصهيونية. الرفض، لشن حملة ممنهجة ضد حماس، تتهمهم فيها برفض مشروع السلام ووقف الحرب وإدخال المساعدات الغذائية الى المنكوبين في غزة، وغيرها من التهم المضللة الجاهزة، وفي وسط الداعية الأمريكية والصهيونية، سوف تتراجع المواقف الأوروبية والعالمية عن تضامنها مع الفلسطنيين، وسوف تستفيد الحكومة الصهيونية من ذلك الزخم،لكسر المواقف الأوروبية والعالمية المناهضة لها، وبالتالي يستمر الجيش الصهيونية في القتل والتدمير والتهجير لماتبقى من مدينة غزة، علينا أن ندرك أن الخطة الأمريكية للسلام في غزة، تم عملها بالتنسيق الكامل بين الإدارة الأمريكية والحكومة الصهيونية، ومن المستحيل أن يبني الرئيس الأمريكي مشروع الخطة، بعيداً عن الوجود والحضور الصهيوني، هناك حسابات أمريكية داخلية، عول عليها الرئيس الأمريكي ترامب من خطته للسلام، وهناك طموح يراود الرئيس الأمريكي وهو كسبه لجائزة نوبل للسلام،
لكن كل ذلك تلاشى أمام الرد السياسي الذكي لحماس على مبادرة الرئيس الأمريكي، مما لاشك فيه أن قيادة حماس قد إستفادت من الدروس الماضية، وأستوعبت العقلية الأمريكية والصهيونية الإنتهازية المخادعة، لم يتوقع كل من الرئيس الأمريكي ورئيس وزراء العدو الصهيوني، من المرونة والإنفتاح الذي فاجئتهم به حركة حماس، في ردها الديبلوماسي الذكي على الخطة الأمريكية للسلام، إستغلت قيادة حماس فسحة الوقت خلال الأيام الماضية، من بعد إعلان ترامب لخطته أمام وفد عربي إسلامي، إجتمع بهم في واشنطن عقب إنتهاء إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لخلق حالة إجماع وطني فلسطيني، على كيفية الرد على خطة الرئيس الأمريكي، حتى لايحدث وتباين في المواقف داخل قوى المقاومة الفلسطينية وتتوحد في ردها على الخطة الترامبية؟؟!!!!.
على أي حال الرد الفلسطيني كان ذكياً ومفاجئاً للجميع، وأفشل الرغبات الأمريكية والصهيونية، في فك العزلة الدولية والضغط العالمي على الحكومة الصهيونية، لكن العدو مخادع ولانظن أن الأمور ستذهب بسهولة نحو وقف العدوان العسكري الصهيوني على غزة، سوف يبحث العدو الصهيوني عن ثغرات أثناء مناقشة الخطة الأمريكية، يستغلها كعادته للمماطلة وكسب الوقت، ومن وجهة نظري تحقيق السلام في غزة وفلسطين بشكل عام، ووقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني،لن يتحقق بمبادرات سلام أمريكية أو غير أمريكية، ولن يتراجع المشروع الصهيوني عن أهدافه العدوانية، مادام إعتماده على الدعم الأمريكي مفتوحاً، لن يتحقق السلام إلا بهزيمة المشروع الأمريكي والصهيوني في فلسطين وفي المنطقة، فتوحد قوى المقاومة والقوة وحدها، هي من ستجبر الكيان المحتل على وقف عدوانه وعربدته في فلسطين والمنطقة.