وجهت كل من بريطانيا وألمانيا والسعودية تحذيراً لإسرائيل من ضم أجزاء من الضفة الغربية رداً على قرار بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطينية.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية كوبر لـ«بي بي سي» اليوم، إنها أوضحت لوزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر ضرورة تجنب إسرائيل أي رد فعل على إعلان لندن الاعتراف بفلسطين، على غرار الضم، مشيرة إلى أن بلادها وجّهت رسالة واضحة في هذا الشأن.
وأضافت «كنا واضحين بأنّ القرار الذي اتخذناه هو أفضل سبيل لاحترام أمن إسرائيل وأمن الفلسطينيين»، معتبرة أن «الأمر يتعلق بحماية السلام والعدالة، والأهم من ذلك، الأمن في الشرق الأوسط، وسنواصل العمل مع الجميع في جميع أنحاء المنطقة لضمان ذلك».
وأشارت كوبر إلى أن المتطرفين على كلا الجانبين يسعون إلى التخلي عن أي فرصة لحل الدولتين، وهو ما يقع على عاتق بريطانيا التزام أخلاقي بإحيائه، قائلة: «فكما نعترف بدولة إسرائيل، يجب أن نعترف بحق الفلسطينيين في دولتهم».
ولأول مرة، رفع العلم الفلسطيني على مبنى السفارة الفلسطينية بلندن اليوم، ما يجعل الممثلية الفلسطينية في لندن سفارة فلسطين في المملكة المتحدة رسمياً.
وعن اعتماد القنصلية البريطانية العامة في القدس الشرقية كسفارة، أشارت كوبر إلى أن الأمر «يعتمد على توقيت العملية الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية».
الضم يهدد «سلمية حل الصراع»
في السياق، أكدت ألمانيا أهمية البدء بعملية حل الدولتين عبر المفاوضات، مبينةً أن أي خطوة تتخذها إسرائيل لضم الأراضي المحتلة ستُهدد حل الصراع سلمياً.
وأوضح وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع هو وقف إطلاق النار فوراً وإطلاق سراح جميع الأسرى، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
ويعتزم فاديفول المشاركة في مؤتمر تنظمه السعودية وفرنسا حول تعزيز حل الدولتين في وقت لاحق اليوم، وذلك قبل بدء مناقشات الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم غدٍ.
هل ينهي الضم اتفاقيات «أبراهام» والتطبيع؟
عربياً، حذرت السعودية إسرائيل من أن ضمّ أي جزء من الضفة الغربية سيكون له «تداعيات جسيمة على جميع المجالات».
وأفادت القناة 12 العبرية أن الرياض لم تُحدد الخطوات التي قد تتخذها، لكنها قد تُعلن نهاية احتمال التطبيع السعودي الإسرائيلي، أو إغلاق مجالها الجوي مجدداً أمام الرحلات الجوية الإسرائيلية بعد فتحه عام 2022.
سبق أن حذرت الإمارات من أن الضم الإسرائيلي سيكون «خطاً أحمر»، ويُهدد اتفاقيات «أبراهام»، ويُنهي السعي لتحقيق التكامل الإقليمي.
وأمس، أعلنت كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومن المتوقع أن تنضم إليها دول أخرى ستعلن ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما أثار اعتراضاً من مسؤولين في تل أبيب دعوا إلى ضم الضفة رداً على قرارات الحكومات الغربية.

