❗️sadawilaya❗
خديجة الشرفي - إعلامية يمنية
الخيانة للوطن ليست مجرد موقف فردي أو حدث عابر، بل هي سلاح أخطر من كل المدافع والصواريخ، لأنها تأتي من الداخل لتفتح الأبواب للأعداء. وما أشد وقع الخيانة حين تُباع الأوطان بثمن بخس، ويُفرَّط بالسيادة تحت شعارات زائفة، فيتحول الشعب إلى وقود لحروب الآخرين.
في اليمن، كشفت الأحداث أن العدوان لم يكن ليجد طريقه لولا تواطؤ خونة باعوا تراب الوطن ودماء أبنائه مقابل مصالح شخصية ومكاسب آنية. لم تكن الخيانة مجرد تقصير سياسي، بل اختراق عميق للنسيج الاجتماعي والسياسي، ضرب الثقة بين المواطنين والمؤسسات، وأضعف الانتماء الوطني.
الخونة، تحت شعارات وطنية زائفة، زرعوا الانقسامات واستدرجوا الولاء للعدو، تاركين اليمن يتألم اقتصاديًا وأمنيًا وإنسانيًا، وفتحوا أبواب الفساد والفوضى التي كان للصمود اليمني أن يتصدى لها بتضحيات هائلة.
وفي لبنان، تحولت الحكومة اللبنانية نفسها إلى أداة بيد مشاريع الخارج، إذ لم تكتفِ بالتقاعس عن دعم المقاومة، بل سعت بوضوح إلى نزع سلاح حزب الله، السلاح الوحيد القادر على ردع العدو الصهيوني.
كانت هذه الخطوات طعنة في ظهر المقاومة التي قدّمت دماءها دفاعًا عن أرض لبنان وكرامته، وخدمة مجانية للاحتلال، مؤكدة أن الخيانة أحيانًا تأتي من قلب الدولة نفسها.
وفي غزة، لم يقتصر العدوان على آلة الحرب الصهيونية، بل تضافرت معه خيانات بالصمت والحصار والتواطؤ، إضافة إلى تخاذل الأنظمة العربية.
هذا التخاذل ترك غزة تواجه العدوان بمفردها، مؤكدًا أن خيانة الأوطان لا تقتصر على الداخل، بل تمتد أحيانًا إلى الحلفاء والأنظمة القريبة، مما جعل الصمود الفلسطيني أكثر عظمة وسط هذا الغدر المزدوج.
الخيانة للوطن ليست مجرد كلمة في كتب التاريخ، إنها سرطان ينخر جسد الأمة، يفرّط بالسيادة، ويهدم الحاضر، ويغتال المستقبل.
إن مواجهة الخيانة تبدأ بوعي الشعوب، ووحدة الصف الداخلي، ومحاسبة كل من خان دماء الأبرياء.
الوطن خط أحمر، والخيانة عار أبدي لا يندمل.