❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
خديجة الشرفي - إعلامية يمنية
في وقتٍ تتسابق فيه بعض الحكومات العربية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، والتنازل عن قضية الأمة الأولى ـ قضية القدس وفلسطين ـ تقف اليمن شامخة، مختارة طريقًا آخر مغايرًا، طريق العزة والكرامة، مقدمةً أغلى التضحيات دفاعًا عن فلسطين، لتؤكد أن البوصلة لا زالت تشير نحو القدس.
لقد أثبتت اليمن، شعبًا وحكومة، أن فلسطين ليست ورقةً سياسية للمساومة ولا شعارًا للاستهلاك، بل قضية إيمان وهوية وانتماء. في حين غابت القدس عن بيانات القمم العربية وتراجعت في أولويات الكثير من الأنظمة، بقيت حاضرة في وجدان اليمنيين، يتوارثها جيلًا بعد جيل كعهدٍ لا يسقط بالتقادم.
ولعل المشهد الأبرز يتجلى اليوم في أن اليمن الذي يرزح تحت حصار وعدوان منذ سنوات، لم يتخلَّ عن دوره القومي والإنساني، بل ذهب أبعد من ذلك؛ إذ جعل من فلسطين قضية مركزية في خطابه السياسي والإعلامي والميداني، مؤكداً أن معركة اليمن هي جزء لا يتجزأ من معركة الأمة الكبرى ضد المشروع الصهيوني.
وما استشهاد القادة اليمنيين في غارات العدوان الصهيوني إلا دليل قاطع على أن اليمن لم يكتفِ بالشعارات، بل دفع الثمن الأغلى، وقدّم قياداته فداءً لفلسطين. فبينما كان البعض يوقع اتفاقيات خيانة، كان اليمن يقدم رجاله شهداء على درب القدس، ليكتب بدمائهم شهادة الوفاء للأمة.
إن تضحيات اليمن، وما تقدمه من صمود وصوت صارخ في وجه كل من يحاول خيانة القدس، هي رسالة إلى كل الشعوب العربية والإسلامية: أن فلسطين لا تنسى، وأن من يتاجر بها سيُكشف، بينما من يضحي لأجلها سيخلده التاريخ.
فبينما باعت بعض الحكومات مواقفها، قدّمت اليمن دماءها وطاقتها وقادتها دفاعًا عن قبلة المسلمين الأولى. وهنا يكمن الفارق بين من جعل القدس صفقة، ومن جعلها عقيدةً وفداء.