وقال ماكرون، في مقابلةٍ بثّت الثلاثاء على محطة «أل.سي.أي»، إنّ «بوتين نادراً ما وفى بتعهّداته منذ 2007-2008. وهو ما انفكّ يزعزع الاستقرار ويعيد النظر في الحدود لبسط نفوذه»، معتبراً أنّ «روسيا باتت مصدراً لزعزعة الاستقرار على نحو مستدام وتهديداً محتملاً لكثيرين منا».
وحذّر من أنّ «بلداً يستثمر 40% من ميزانيته في تجهيزات لهذا الغرض ويضمّ جيشاً فيه أكثر من 1,3 مليون عنصر لن يعود إلى حالة سلام ونظام ديمقراطي منفتح بين ليلة وضحاها».
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أنّ بوتين «بحاجة إذن إلى مواصلة الافتراس، بما في ذلك لضمان بقائه. وهو تالياً مفترس، وغول على أبوابنا. وأنا لا أقول إنّ فرنسا ستتعرّض للاجتياح غداً، لكنّه تهديد للأوروبيين في نهاية المطاف. وينبغي ألاّ نكون ساذجين».
وردّاً على سؤال عن مكان عقد اللقاء الذي أعلن عنه بعد اجتماع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بنظيره الأوكراني وعدّة زعماء أوروبيين في واشنطن، قال ماكرون: «هذه ليست مجرّد فرضية بل هي إرادة جماعية».
وأضاف: «سيكون بلداً محايداً وعلى الأرجح إذن سويسرا. وأنا أؤيّد جنيف، أو حتّى أيّ بلد آخر. وجرت المحادثات الثنائية المرّة الماضية في إسطنبول».
وقال: «بعد ذلك، سنباشر العمل مع الأميركيين وسيطلق المستشارون الدبلوماسيون والوزراء ورؤساء الأركان عجلة المسار لمعرفة من مستعدّ للقيام بأمور محدّدة».
وفي ما يخصّ التنازل عن أراضٍ، أفاد الرئيس الفرنسي بأنّ «الأمر يعود لأوكرانيا... وستقوم أوكرانيا بالتنازلات التي تعتبرها صائبة».
وفي مقابلةٍ أخرى مع محطة «أن بي سي نيوز» الأميركية، لم يخف ماكرون أنّه لا يشارك ترامب تفاؤله بشأن التوصّل إلى اتفاق سلام.
وقال: «عندما أستعرض الوضع والوقائع، لا يبدو لي أنّ بوتين يريد السلام الآن لكنني قد أكون متشائماً أكثر من اللازم».
ويبحث حلفاء أوكرانيا، غداً، الخطوات المقبلة ونتائج المباحثات التي عقدها ترامب في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيين، بعد تأكيد الرئيس الأميركي أنه سيبدأ الإعداد لجمع زيلينسكي وبوتين.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية، في حديثٍ لوكالة «فرانس برس»، إنّ رئيسها كير ستارمر والرئيس الفرنسي سيرئسان «اجتماعاً افتراضياً لتحالف الراغبين صباح اليوم لاطلاع القادة على مخرجات النقاشات في واشنطن والبحث في الخطوات التالية».

