عبدالواسع صايل الغولي
رغبة‘ رجاء‘ أمل‘ يترجمه سعي‘ ود‘ تضحية‘ ولكن من أجل‘ بقاء‘ مصلحة‘ ولاعتبارات ومكاسب وأهداف شخصية‘ ولو كان مقابل ذلك بيع دين‘ وتخلي عن ضمير‘ وخيانة شعب بأكمله‘ وبيع وشراء في الأرواح‘ هكذا هي حقيقة «المطبعين»‘ ولكن في المقابل كيف ستكون النهاية وإلى أين المصير؟!
سعى «المطبعون» من شتى الأمصار‘ لمصادقة العدو الصهيوني‘ ومد
يد العون له‘ وضخ مليارات الدولارات لصالحه‘ الدعم المالي واللوجستي قُدم له‘ ونظام الحكم بيده‘ بل سُلمت له شعوب وأمم!
العملية التعليمية‘ والتعبئة العامة بين أوساط الشعوب‘ قنوات الإعلام ببرامجها وأهدافها تخدمه‘ الجيش وكل القدرات العسكرية بيده‘ البلد بكله تحت رحمته‘ بل حتى الأسواق تحت سيطرته‘ سُلّم له كل شيء‘ بغية رضاه والحصول على سبق موالاته‘ هكذا حُكام وزعماء العرب‘ تسابقوا‘ وسارعوا في خدمة هذا الكيان اللعين‘ باعوا ذِممهم‘ وشـُري ولاءهم‘ وتخلوا عن "القضية الفلسطينية" وتبرؤا من كُل حُر‘ ومن كُل مجاهد‘ تبرؤا من شعبٍ مسلم الهوية‘ لم تحركهم كل تلك الجرائم‘ التي يندى لها جبين الإنسانية‘ وتهول لفضاعتها المشاعر والقلوب‘ قتل‘ قصف‘ إجرام‘ تعذيب‘ تجويع‘ "حرب إبادة جماعية" نسوا وتناسوا مسؤوليتهم" نسوا ماذا يملي عليهم دينهم‘ وكأنهم كما قال المولى عز وجل: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.
ولكن ماذا كان في المقابل؟
هل العدو تغافل عنهم; لأنهم ساعدوه؟
هل نيته صافية تجاههم; لأنهم والوه؟
هل سيعتبرهم أصدقاء وحلفاء; لأنهم سارعوا في إرضائه؟
هل سيقدم لهم المصالح والمنافع كما قدموا له كل شيء؟
بالطبع «لا» لأن الحقيقة الإلهية تقول: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}‘ بل والواقع يشهد بذلك‘ حين يقول "زعيم الكيان" ويتحدث عن طموح وأهداف; بُغية إقامة وتحقيق وإرساء دعائم "إسرائيل الكبرى" والتهديد يهدد مصير عدد من الدول! "فلسطين‘لبنان‘ مصر‘ سوريا‘ الأردن‘ العراق‘ السعودية‘الكويت‘ الأردن‘وكذلك تركيا التي تعتبر الأم الحنونة للكيان ..." ويعتبرها واجب ديني‘ ومبرر لثقافته التوسعية‘ وأن هذا مسطر في كتبهم وتاريخيهم وعقائدهم "التلمود" ‘ وفي خطابٍ آخر يسعى "لتغيير ملامح الشرق الأوسط" ‘ والغريب أن كل هذه الدول التي يسعى لاحتلاها وتغيير ملامحها هي: الدول التي وقفت بجانبه ومثلت عائق أمام المجاهدين والأحرار‘ وهكذا نستطيع القول بأن: «مصادقة العدو الصهيوني أخطر من معاداته».
فالشعوب التي وقفت ضده‘ وحاربته‘ ورفضت سياسته‘ بل أعلنت موقفها المعادي له بكل وضوح‘ هو من يخافها‘ وهو من يحاسب لها ألف حساب‘ عرفت صغر شأنه‘ وصغر حجمه‘ وأنه في الحقيقة "أهون من بيت العنكبوت" " وهي الشعوب التي نراها آمنة‘ حرة‘ مستقلة‘ لها قرارها‘ ولها سيادتها‘ ولها شأنها‘ لأن مصدر الخطر هو: في تولي العدو‘ من يسعى لإضعافك‘ وقتلك‘ وتدميرك‘ وسلبك للحرية والسيادة‘ بل ولسلب حياتك أيضًا! وهذا ما أكد ويؤكد عليه القرآن الكريم.
فلا عزة‘ ولا حرية‘ ولا شرف‘ وغيرة" ولا حمية‘ فينا: إن لم نتحرك‘ ونرفع "راية الحق والجهاد" ونسعى لإسكات صوت "الكفر والنفاق" ونوقف حرب الظلم والعبثية والإجرام {إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَـمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} ‘ {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِـمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}.