
جدّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم، الدعوة إلى إنشاء «بعثة استقرار بتفويض من الأمم المتحدة» لتأمين قطاع غزة، في حين لوّح وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروسيتو، بإمكانية فرض عقوبات على حكومة رئيس وزراء العدو، بنيامين نتيناهو، «لإجباره على التفكير».
وأكّد ماكرون، في بيان، أن إعلان سلطات الاحتلال «توسيع عملياتها في مدينة غزة ومخيمات المواصي وإعادة احتلالها من إسرائيل يمثل كارثة غير مسبوقة بخطورتها ومضياً باندفاع نحو حرب دائمة».
وحذّر من أن «الرهائن الإسرائيليين وسكان غزة سيظلون أولى ضحايا هذه الاستراتيجية»، مجدداً اقتراحه إنشاء «تحالف دولي بتفويض من الأمم المتحدة»، مع منح «الأولوية لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في غزة ودعم سكانها وإرساء حوكمة سلام واستقرار».
وتابع: «لقد أرسينا الأسس الوحيدة الموثوقة لذلك مع السعودية في نيويورك، بحصولنا، ولأول مرة، على نداء بالإجماع من الجهات الفاعلة الإقليمية لنزع سلاح حماس وإطلاق سراح الرهائن».
وستكون هذه البعثة، وفقاً للمقترح، مكلّفة خصوصاً حماية السكان المدنيين، و«دعم عملية نقل المسؤوليات الأمنية» إلى السلطة الفلسطينية، وتوفير «ضمانات أمنية لفلسطين وإسرائيل، بما في ذلك مراقبة» وقف إطلاق نار مستقبلي.
ودعا ماكرون «مجلس الأمن الآن إلى العمل على إنشاء هذه البعثة ومنحها تفويضاً»، موضحاً أنه طلب من فرقه «العمل على ذلك مع شركائنا بدون تأخير».
وكان الرئيس الفرنسي قد تقدّم بهذا الاقتراح، في نهاية الشهر الفائت، خلال مؤتمر للأمم المتحدة يهدف إلى إحياء حل الدولتين.
وفي سياق متصل، نبّه وزير الدفاع الإيطالي إلى أن الحكومة الإسرائيلية «فقدت الصواب والإنسانية».
وقال كروسيتو، في تصريح لصحيفة «لا ستامبا»، إن «ما يحصل غير مقبول. لا نواجه عملية عسكرية تتسبب بأضرار غير مقصودة، بل نكران تام للقانون والقيم المؤسِّسة لحضارتنا».
وإذ أكد التزام بلاده «في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية»، رأى الوزير الإيطالي أنّ «علينا الآن إيجاد طريقة لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على التفكير بوضوح، تتجاوز مجرّد الإدانة».
ولوّح كروسيتو بإمكانية توجّه روما إلى فرض عقوبات على تل أبيب، مؤكداً أن «احتلال غزة وبعض الأعمال الخطيرة في الضفة الغربية تشكّلان تحولاً كبيراً ينبغي أن تُتّخذ قرارات في مواجهتها تُجبر نتنياهو على التفكير».
وأوضح أن هذه الخطوة « لن تكون ضد إسرائيل، بل طريقة لحماية الناس من حكومة فقدت الصواب والإنسانية»، معتبراً أنّ «علينا دائماً التمييز بين الحكومات والدول والشعوب ودياناتهم. ينطبق الأمر على نتنياهو كما ينطبق على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اللذين باتت أساليبهما للأسف متشابهة بشكل خطير».