❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
✍🏻/ عفاف فيصل صالح.
في زمن تتقاطع فيه الوعود الكاذبة وتتكاثر فيه الخيانات، يبقى سلاح غزة رمزًا للكرامة وبصيص الأمل في ظلام الانحطاط العربي والدولي. ذلك السلاح الذي لا يرمز فقط إلى دفاع أبناءها عن حقهم، بل هو صرخة لأمة تعاني تشرذمها وضعفها، وصوت لمقاومة عصية على الانكسار رغم كل الأثمان التي تُدفع.
وفي مؤتمر نيويورك..حيث يجتمع من يُفترض أنهم زعماء العرب والمسلمين لم نجد منهم من يطالب بوقف القصف أو فك الحصار أو حماية النساء والأطفال بل تواطؤوا بكل وقاحة وخيانة ليطالبوا المقاومة بتسليم سلاحها وكأن سلاح غزة ليس إلا عبئًا على كرامة الأمة أو تهديداً لأمن المحتلين. ومن بين هؤلاء دول تعُد نفسها حامية للقضية لكنها تصطف إلى جانب المحتل.. وتُسهل اغتصابه للأرض وتخون دماء الشهداء الذين يضحّون بكل شيء من أجل تحرير فلسطين.
أي خزي هذا؟
وأي عار أن تقف أنظمة عربية تقول وتفعل عكس تاريخها وتضحيات أجدادها..وأن تبيع الأقصى والقدس بثمن بخس تحت مسمى (حل الدولتين) الذي هو في جوهره شرعنة للاحتلال وإضفاء غطاء دولي على جرائمه...؟!
مررنا بمراحل من التراجع والتآمر فيما توسع الاستيطان، وارتكب الاحتلال مجازر ضد المقاومة وصادر الحقوق، وأحكم السيطرة على القدس، وشرع بناء الجدران، بل وأقر مجلس نواب الاحتلال مؤخراً خطة لضم الضفة الغربية والقدس، ما يُنذر بإنهيار أي أمل في استعادة الحقوق.
وفي قلب هذا الواقع، يقف أهل غزة، صامدين كجبال يواجهون المجازر والجوع والحصار و الجوع يضحّون بأرواحهم ودمائهم من أجل كرامة الأمة، وهم يعلمون أن من يقف ضد حقهم، إنما يتآمر على قضيتهم، ويخدم المحتل.
أما الأنظمة العربية، فهي ليست سوى وكلاء الإستعمار، وخدم لأسياد الغرب، ترتعد فرائصها من حركة سلاح ينطلق من غزة، وترى في كرامة شعبها تهديداً لمصالحها فلا تفتح المعابر، ولا تساند المقاومة، بل تساهم في حصار غزة، وتشارك في قتل الأمل.
وهنا، يصبح السلاح رمزًا للشرف، والجهاد فرضًا، والكرامة هدفًا، لا يمكن التنازل عنه، مهما كانت الضغوط والتضحيات. فكل استسلام، وكل خيانة، هو مشاركة في الجريمة، وتفريط في دماء الشهداء، وإضعاف للأمة في معركتها مع المحتل.
ندعو شعوب الامة الاسلامية و العرب بأكملهم إلى اليقظة، فالصمت على ما يجري في غزة هو مشاركة في الجريمة، والتخاذل عنوان خيانتنا، والتقصير في واجبنا الديني والإنساني. لن يحل السلام على حساب فلسطين، ولن يُحمى الأقصى إلا برجوع الأمة ورص صفوفها، ورفع راية الجهاد.
وفي النهاية: لن تتحرر فلسطين إلا بزحف الشعوب، وإسقاط الأنظمة العميلة، وإعلاء راية الإسلام، ورفض كل محاولات التهويد والتطبيع. فالسلاح هو رمز العزة، والمقاومة هي طريق الكرامة، والجهاد هو عنوان الحياة، حتى تحرير فلسطين كاملة، وإعادة القدس، وعودة الحقوق لأهلها.
لا تفاوض على دماء الشهداء، ولا تُسَلم سلاح المقاومة، فهي سلاح الكرامة، وخط المقاومة الأخير، وسيف الأمة الذي لا ينكسر. فلن نرفع الراية إلا مع اكتساح الظلم، ولن نرضى إلا بقيام دولة الحق، حيث يُرفع العلم الفلسطيني عالياً، ويقهر فيها الاحتلال، وتحفظ فيها كرامة الأمة وحرية الشعوب.