❗️sadawilaya❗
النائب السابق د نزيه منصور
قبل نهاية سنة ٢٠٢٤، زار الرئيس الفرنسي ماكرون السعودية، والتقى بولي العهد محمد بن سلمان وقررا في بيان مشترك عقد مؤتمر في باريس في شهر حزيران، وأن الاعتراف بدولة فلسطين واجب أخلاقي وضرورة سياسية، وأعلنا أنهما شكلا ثماني مجموعات لحل الدولتين وتستضيف باريس مؤتمراً للمجتمع المدني تحت عنوان "منتدى باريس للسلام"، وتتولى بريطانيا المساعدات الإنسانية وإلى جانبها فرق إعادة الأعمار والاقتصاد لفلسطين وتعزيز احترام القانون الدولي....!
وبقدرة قادر تم تأجيل المؤتمر إلى شهر أيلول ٢٠٢٥، حيث يعقد اجتماع سنوي تشارك فيه دول الأعضاء ١٩٣ ويتحدث معظم ممثلي الدول...!
مع العلم، أن المؤتمر الذي تم الاستغناء عنه قد لاقى ردات فعل مؤيدة ورافضة، فمعظم دول العالم تبنت وأيدت واعترفت ومن اهمها إسبانيا والنروج وايرلندا وسلوفينيا والدول العربية، أما أول الرافضين فكانت الولايات المتحدة الأميركية وبلسان رئيسها ترامب لدى سؤاله من الصحافيين في البيت الأبيض عن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل الرئيس الفرنسي ماكرون أجاب: لا يهم، هذا التصريح ليس له أهمية ولا فعل له، وكلماته لا وزن لها. ولحق به ناظر خارجيته ماركو روبيو الذي اعتبر أن الإعلان قرار متهور لا يخدم سوى حماس ويعيق السلام، إنه صفعة على وجه ضحايا ٧ أكتوبر...!
وسبق ل ١٤٩ دولة من أعضاء الجمعية العامة من أصل ١٩٣ وطالبت بوقف إطلاق النار في غزة وعارضت واشنطن مع عدد ضئيل وامتنع البعض منه من دون أية فعالية...!
ينهض مما تقدم، أن الولايات المتحدة هي العائق الأول أمام قيام دولة فلسطينية رغم أنها هي الضامن لاتفاقية أوسلو ١٩٩٣ التي تضمنت إقامة دولة فلسطينية مستقلة، بالإضافة إلى دعمها المطلق لكيان العدو في إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان والجولان جزء منه. وأن الرهان على واشنطن في نيل الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية في وطنه وإقامة دولته في ظل الهيمنة الأميركية على العالم وعدم تضامن الأمتين العربية والاسلامية والدول المتضررة منها رهان خاطئ. وتثبت الأحداث أن معظم الأزمات في العالم هي صناعة أميركية ومن يظن أنه بمنأى فهو واهم، لأنها لا تُقيم وزناً للأعراف والمواثيق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية وأن اليوم فلسطين وغداً...!
و عليه تثار تساؤلات عديدة منها:
١- لماذا ذهبت باريس والرياض إلى الجمعية العامة ولم تذهب إلى مجلس الأمن؟
٢- هل سيستجيب المجتمع الدولي للجمعية العامة للأمم المتحدة وتعلن دولة فلسطين؟
٣- في حال تمَّ الإعلان هل سيُطَبَّق على أرض الواقع؟
٤- هل صَفَعَ ترامب كل من ماكرون و بِنْ سلمان؟
د. نزيه منصور