تـقـيـيـمـات جـديـدة تُـغـضِـب تـرامـب «الـنـووي» الإيـرانـي غـيـر مُـدمّـر ريـم هـانـي - الأخـبـار تستمر إدارة الرئيس
تـقـيـيـمـات جـديـدة تُـغـضِـب تـرامـب: «الـنـووي» الإيـرانـي غـيـر مُـدمّـر
ريـم هـانـي - الأخـبـار
تستمر إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي زعم، عقب العدوان الأميركي – الإسرائيلي المشترك على الأراضي الإيرانية...
أن ضرباته مثّلت «نجاحاً عسكرياً مذهلاً»، نظراً إلى أنّها «طمست منشآت التخصيب الرئيسية في إيران بشكل كامل»
في ملاحقة التقارير الاستخباراتية ووسائل الإعلام التي تنفي مثل تلك المزاعم، وتوجيه الاتهامات إليها.
وأظهر آخر هذه التقارير، والذي نشرته شبكة «إن بي سي» الإخبارية، الأسبوع الجاري...
أنّه «في حين تم تدمير معظم مواقع التخصيب في إحدى المنشآت النووية الثلاث، بشكل أخّر عملها بشكل كبير.
فإنّ المنشأتَين الأخريين لم تتعرضا لأضرار بالغة، ما يطرح إمكانية استئناف التخصيب النووي فيهما في الأشهر القليلة المقبلة إذا أرادت إيران ذلك»
وفقاً لتقييم أميركي حديث للدمار الذي سبّبته العملية العسكرية، التي تحدّث عنه خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين للشبكة.
وقال أربعة من هؤلاء الأشخاص إنّه تمّ إطلاع بعض المشرّعين الأميركيين ومسؤولي وزارة الدفاع والدول الحليفة، في الأيام الأخيرة، على التقييم
مشيرين إلى أن هذا الأخير «جزء من الجهود المستمرة التي تبذلها إدارة ترامب لتحديد وضع البرنامج النووي الإيراني منذ ضرب المنشآت».
وبحسب مسؤول أميركي حالي وآخرَين سابقين، فإنّ «القيادة المركزية الأميركية كانت قد وضعت خطة أكثر شمولاً لضرب إيران...
كانت ستشمل ضرب ثلاثة مواقع إضافية في عملية تمتد لعدة أسابيع بدلاً من ليلة واحدة
على أنّ هذه الخطة قوبلت، طبقاً للمصادر نفسها، برفض من ترامب، الذي يميل «نحو إخراج بلاده من الصراعات الخارجية بدلاً من التعمّق فيها، والتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا من الجانبين».
وقال أحد المصادر: «كنا على استعداد للذهاب حتى النهاية في خياراتنا، لكنّ الرئيس لم يرغب في ذلك».
وسرعان ما شنّت الإدارة الأميركية هجمة شرسة على التقييم الجديد، الذي ينفي، مرة جديدة، مزاعم ترامب الأولية
إذ قال المتحدّث باسم البنتاغون، شون بارنيل، في حديث إلى وسائل إعلام أميركية، الخميس:
إن مصداقية وسائل الإعلام الإخبارية المزيّفة تشبه مصداقية الوضع الحالي للمنشآت النووية الإيرانية: مدمّرة، في التراب، وسوف تستغرق استعادتها سنوات
مضيفاً أنه «كان الرئيس ترامب واضحاً والشعب الأميركي يفهم أنّه تمّ تدمير المنشآت النووية الإيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز بشكل كامل من دون أي شك».
ونفى البيت الأبيض، بدوره، بشكل قاطع صحة التقارير الأخيرة.
بيد أنّه وفيما تبدو الوقائع التي تمّ استخلاصها من تقييمات الاستخبارات، حتى اللحظة، «أكثر تعقيداً» من تصريحات ترامب «الواثقة»...
يحذّر مراقبون من أنّه في حال صمدت النتائج الأولية في شأن الأضرار التي لحقت بـ«البرنامج النووي الإيراني»، مع ورود المزيد من المعلومات الاستخباراتية
فقد تجد الولايات المتحدة نفسها مرة أخرى «متورّطة في صراع» داخل الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، تنقل الشبكة الأميركية عن مسؤول حالي وآخر سابق قولهما إنّ «مناقشات جرت داخل الحكومتين الأميركية والإسرائيلية...
حول ما إذا كانت الضربات الإضافية على المنشأتين الأقل تضرراً ضرورية، في حال لم توافق إيران قريباً على استئناف المفاوضات مع إدارة ترامب في شأن الاتفاق النووي.
أو إذا كانت هناك دلائل على أن إيران تحاول إعادة البناء في تلك المواقع».
على أنه طوال الفترة الماضية، كانت وسائل إعلام أميركية تتداول أخباراً مفادها أنّ الخيار العسكري ضدّ طهران لا يزال على الطاولة
وإن كانت الإدارة الحالية تفضّل الانخراط في «المسار الدبلوماسي».
وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، بأنّه خلال لقائه الأخير مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو...
أشار ترامب إلى أنّه «يأمل ألّا يكون هناك المزيد من القصف الأميركي لإيران»، مضيفاً أنّه لا يستطيع «أن يتخيّل رغبته في القيام بذلك».
على أنّ نتنياهو أبلغ الرئيس الأميركي، على انفراد في وقت لاحق، أنّه في حال استأنفت إيران التحرك نحو سلاح نووي...
فإن إسرائيل ستنفّذ المزيد من الضربات العسكرية، ليردّ ترامب بأنه يؤيد التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران.
إنما «من دون الاعتراض على الخطة الإسرائيلية»، بحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين تحدّثوا إلى الصحيفة.
بالتوازي، يؤكّد مراقبون أنّه حتى في الوقت الذي تقدّر فيه الولايات المتحدة أن البرنامج النووي الإيراني قد تراجع لـ«مدة تصل إلى عامين»
فإن الكثير من القدرات الصاروخية الإيرانية «لا تزال سليمة»، وإن برامج الصواريخ والطائرات المُسيّرة «سيبقى يشكّل تهديداً كبيراً»، بحسب العديد من الخبراء الأمنيين
ولا سيما أنه من غير الواضح، حتى اللحظة، مدى الضرر الذي لحق به، بعدما استهدفت الضربات الإسرائيلية «مخزونات طهران وقدراتها على الإطلاق».
من جهتها، قدّرت إسرائيل أنه حتى بعد ضرباتها، من المُحتمل أن إيران لا تزال تمتلك حوالي 1500 صاروخ باليستي متوسط المدى و50% من قدراتها على الإطلاق
حسبما أفاد بيل روجيو، ورئيس تحرير مجلة «Long War Journal» التابعة لـ«مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات».
ويقترن الحديث عن قدرات إيران بمواقف رسمية تؤكد تمسك الأخيرة بعدم تقديم أي تنازلات، وتراجع ثقتها، أكثر من أي مضى، بواشنطن
إذ أكّد المرشد الأعلى الإيراني، السيد علي خامنئي، الأربعاء، أنّ «حقيقة أنّ الأمة الإيرانية مستعدّة لمواجهة الولايات المتحدة وكلبها المُقيّد، النظام الصهيوني، أمر يستحق الثناء إلى حدّ كبير»
مشيراً إلى أنّ الهجوم الإيراني، الشهر الماضي، على قاعدة العديد الأميركية في قطر، هو «مجرد بداية لما يمكن أن توجّهه طهران إلى واشنطن».
في المقابل، وإذ أعلن ترامب أنّه «ملتزم بمواصلة المحادثات مع إيران لتجنّب المزيد من العمل العسكري»
فقد أكّد للصحافيين، الثلاثاء، أنّه «ليس في عجلة من أمره» لإجراء مفاوضات
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها