
دشّن ثلاثون مقاتلاً من «حزب العمال الكردستاني»، بينهم نساء، اليوم، عملية إلقاء السلاح في مراسم نُظمت بالقرب من مدينة السليمانية بشمال العراق، بعد شهرين من إعلان المقاتلين الأكراد إنهاء أربعة عقود من النزاع المسلّح ضدّ تركيا، التي اعتبرت هذه الخطوة «نقطة تحوّل لا رجعة فيها» على طريق السلام.
وقال مسؤول تركي رفيع المستوى، لوكالة «فرانس برس»، إنّ «إلقاء مقاتلي حزب العمال الكردستاني للسلاح في السليمانية يمثل علامة فارقة وخطوة ملموسة ومرحّباً بها». وأضاف: «نعتبر هذا التطور نقطة تحول لا رجعة فيها».
«عملية ديمقراطية تاريخية»
وتمثّل مراسم نزع السلاح هذه، التي وصفها الحزب بأنّها «عملية تاريخية» نقطة تحوّل في انتقال الحزب من العمل العسكري إلى العمل السياسي.
وأوضحت «فرانس برس» أنّ 30 مقاتلاً بينهم أربعة قياديين أحرقوا أسلحتهم في كهف جاسنه على بعد 50 كيلومتراً غرب مدينة السليمانية.
وأفادت تقارير إعلامية بأنّ الموقع يحمل رمزية كبيرة إذ كان يضمّ مطبعة خرجت منها إحدى أولى الصحف الكردية.
وبعدما نزل المقاتلون، نساءً ورجالاً، درجات داخل الكهف، وقفوا أمام نحو 300 شخص وخلفهم صورة مؤسس الحزب عبدالله أوجلان، ثمّ ألقى قياديان بياناً بالكردية وصفا فيه تدمير السلاح بأنّه «عملية ديموقراطية تاريخية».
وألقى المقاتلون فيما بعد، واحداً تلو الآخر، بنادق ورشاشات في حفرة وأضرموا فيها النار. وبكى كثيرون أمام المشهد وهتف آخرون «عاش آبو» وهو لقب أوجلان.
ومن المتوقع أن يعود هؤلاء المقاتلون إلى جبال العراق حيث يتمركزون، بحسب ما قال مسؤول في الحزب لـ«فرانس برس» في وقت سابق.
من جهتها، أعلنت سلطات إقليم كردستان أنّها أسقطت ليلاً مسيّرتَين قرب موقعَين لقوات «البشمركة المسلحة». ولم تتبنّ أي جهة الهجومين.