مفاوضات الهدنة مستمرة... وقصف متواصل على غزة.. والارهابي نتنياهو نزع سلاح «حماس» شرط لوقف دائم لإطلاق النار

دخلت المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل، الرامية إلى التوصل لهدنة في غزة، يومها الخامس في قطر، مستندةً إلى مسوّدة مدعومة من الولايات المتحدة تنصّ على هدنة أولية لمدّة 60 يوماً.

وأفاد مسؤول مطلع على المفاوضات، في حديثٍ لوكالة «فرانس برس»، اليوم، بأنّ الوسطاء «يتنقّلون بين الطرفين لتبادل الأفكار، بهدف سدّ الفجوات المتبقية والحفاظ على الزخم للتوصل إلى الاتفاق».

وفي هذا السياق، أكد القيادي في «حماس»، باسم نعيم، حرص الحركة على «الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب والعدوان في أقرب فرصة ممكنة»، مشدّداً على أنّه «لا يمكن القبول بتأبيد الاحتلال لأرضنا وتسليم شعبنا إلى معازل وكنتونات معزولة تحت سيطرة جيش الاحتلال».

وأشار نعيم، في حديثٍ لوكالة «فرانس برس»، إلى أنّ «ما فشل فيه رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، على مدار 22 شهراً من الحرب والمجاعة، لن يأخذه على طاولة المفاوضات».

وكانت الحركة قد أعلنت، مساء أمس، معارضتها لاتفاق هدنة يُبقي على الوجود العسكري الإسرائيلي الارهابي في غزة، مع موافقتها على الإفراج عن عشرة أسرى محتجزين في القطاع. ومن بين 251 أسيراً، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم قُتلوا.

روبيو: نقترب من تحقيق هدفنا

في سياقٍ متصل، أعرب وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.وقال روبيو، للصحافيين على هامش اجتماع لدول جنوب شرق آسيا في كوالالمبور: «نحن متفائلون. أود أن أقول إنّنا نأمل في نهاية المطاف أن ينتقلوا إلى محادثات مباشرة»، معرباً عن اعتقاده «أنّنا نقترب من تحقيق هدفنا، وربما نكون أقرب ممّا كنا عليه منذ وقت طويل».وأضاف: «نحن متفائلون، لكننا ندرك أيضاً أنّ التحديات لا تزال قائمة».

ماكرون يدعو إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين

من جهته، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى اعتراف مشترك بدولة فلسطين من جانب فرنسا والمملكة المتحدة، معتبراً أنّه الطريق «الوحيد الذي يؤدي إلى أفق للسلام» بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال ماكرون، خلال مؤتمرٍ صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر: «أؤمن بمستقبل حل الدولتين الذي يتيح لإسرائيل العيش بسلام وأمن مع جيرانها. أؤمن بضرورة توحيد أصواتنا في باريس ولندن وكل مكان، للاعتراف بدولة فلسطين وإطلاق هذه الدينامية السياسية التي تؤدي وحدها إلى أفق للسلام».

52 شهيداً منذ الفجر

ميدانياً، أعلن الدفاع المدني في غزة عن استشهاد أكثر من خمسين شخصاً، بينهم أطفال، في العدوان الإسرائيلي المتواصل على مناطق عدّة في القطاع.

وأفاد مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني بغزة، محمد المغير، في بيانٍ، عن سقوط «52 شهيداً جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ فجر اليوم، من بينهم 3 من منتظري المساعدات».

وتوصّل الاتحاد الأوروبي، اليوم، إلى اتفاق مع إسرائيل من شأنه أن يؤدي إلى دخول مزيد من شاحنات الأغذية إلى غزة وفتح نقاط عبور إضافية، وفق ما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، كايا كالاس.

وأشارت كالاس إلى أنّ الخطوات تشمل «زيادة كبيرة في عدد الشاحنات اليومية المحمّلة بالأغذية والمواد غير الغذائية» التي تدخل غزة، وفتح نقاط عبور إضافية في المناطق الشمالية والجنوبية من القطاع، وإعادة فتح ممرات نقل المساعدات من الأردن ومصر.

وينصّ الاتفاق أيضاً على «إمكانية توزيع المواد الغذائية بواسطة أفران في أنحاء غزة كافة»، كما سيُستأنف بموجبه تزويد المنظمات الإنسانية بالوقود «حتى مستوى التشغيل».

في سياق متصل اشترط رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي الارهابي، المجرم بنيامين نتنياهو، نزع سلاح حركة «حماس» لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال الارهابي نتنياهو، في مقطع فيديو مسجّل نشره عبر منصة «أكس»، إنّ «أي اتفاق دائم يجب أن يتم وفق الشروط الدنيا التي وضعتها إسرائيل، والتي تتضمّن نزع سلاح حماس بالكامل، وإزالة أي قدرة عسكرية أو سلطوية للحركة في قطاع غزة»، مشيراً إلى أنّ «إسرائيل نجحت في تفكيك معظم القدرات العسكرية لحماس، لكن ليس جميعها».

وأضاف أنّ حكومته الارهابية «تبذل جهوداً مكثفة للتوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح عدد من الأسرى، سواء الأحياء أو جثامين القتلى، مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوماً، على أن تُستأنف المفاوضات خلال هذه الفترة للتوصل إلى اتفاق دائم يُنهي الحرب الجارية».

وأكد الارهابي نتنياهو أنّ الكيان الغاصب إسرائيل «عازمة على إعادة جميع الأسرى»، مشدّداً على أنّ «هذا هو الالتزام» الذي قطعه لعائلاتهم.

ورأى أنّه «إذا أمكن تحقيق هذه الشروط عبر المفاوضات، فذلك أمر إيجابي. أمّا إذا لم يتحقق خلال 60 يوماً، فسنعمل على تحقيقه بوسائل أخرى، في مقدّمتها القوة العسكرية».

وأشار الارهابي  نتنياهو إلى أنّ «الأمر نفسه ينطبق على إيران... فإذا تمّ التوصل إلى اتفاق بشأن ملفها النووي، خلال 60 يوماً من المفاوضات بين واشنطن وطهران، فهذا جيد. وإن لم يتحقق، فسنعمل على تحقيقه بطريقة أخرى».

وفي ختام زيارته إلى الولايات المتحدة، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ «ما تمّ التوافق عليه بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ما يتعلق بغزة والمنطقة، بل وحتى ما هو أبعد منها، سيتم الحديث عنه لاحقاً».

ودخلت، اليوم، المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل، الرامية إلى التوصل إلى هدنة في غزة، يومها الخامس في قطر، استناداً إلى مسوّدة مدعومة من الولايات المتحدة، تنص على هدنة أولية مدّتها 60 يوماً.

وكانت حركة «حماس» قد أعلنت، مساء أمس، رفضها أي اتفاق هدنة يُبقي على الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة، مع إعلانها، في الوقت نفسه، موافقتها على الإفراج عن عشرة أسرى محتجزين في القطاع.