logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
23:54:29 GMT

حياتنا مرةٌ صعبةٌ وعيشنا كئيبٌ حزينٌ

حياتنا مرةٌ صعبةٌ وعيشنا كئيبٌ حزينٌ
2025-06-30 12:51:03

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

ربما لست وحدي من يشعر بهذا الإحساس المؤلم، ويعيش هذه المعاناة المتواصلة، والوحشة الدائمة، ويسكن في قلبه حزنٌ أسودٌ بهيمٌ، ويطغى عليه ظلامٌ قاتمٌ مقيمٌ، وتتصارع في رأسه الأفكار وتضطرب، وتتصادم لديه الرغبات وتنعدم، ويعيش التناقض والاختلاف، ويخشى الازدواجية وتعدد الشخصية، ويكره نفسه ويستخف بها، ويحتقرها ويزدري طباعها، ويظن نفسه أحياناً أنه يخون أهله وشعبه، ولا ينتمي إليهم ولا يشعر بهم، ولا يتعاطف معهم ولا يعاني مثلهم.

ولست وحدي من يفقد شهية الطعام، ويعاف كل طيبٍ وشهيٍ، وينأى بنفسه عن كل لذيذٍ ومرغوبٍ، ويفقد متعة الامتلاك وسعادة الجماعة وفرحة اللقاء، ويرفض المشاركة ويخاف أن تظهر عليه ملامح الفرح وأمارات السعادة، ولا يجد ما يجذبه ويسعده، ولا ما يرضيه ويرغبه، وتتساوى عنده الأوقات، وتتشابه لديه الأحداث، وتتكرر معه المشاهد والصور، وتتداخل لديه الوجوه والشخصيات، ولا تختلف عليه ملابسه، ولا يعنيه انتقاء أجملها واختيار أحسنها، ولا يحرص عند خروجه على حسن مظهره وطيب عطره، ولا يلتفت إلى كلام الناس وتعليق المحيطين.

ولست وحدي من يفقد اللهفة ولا تشوقه المفاجأة، ولا يسارع لكسبٍ ولا يسعى لمنصبٍ، ولا يعنيه العمل ولا يشغله المال، ولا تهمه الدنيا ولا يقلق على استمراره فيها، ويظن أن الحياة مرةٌ صعبة، لا حلو فيها ولا طيب يجملها، وقاسية لا سهل فيها ولا لين يزينها، وأن العيش فيها بات كئيباً محزناً، فلا فرح ولا ابتسامة، ولا سعادة ولا عين براقة، فهذه الدنيا لم يعد فيها شيء يستحق الحياة، أو يستأهل التعب والكد والعمل والجد. 

إنه حال أهل غزة وأبنائها في الخارج، الذين يعيشون في المنافي والشتات، ويقيمون في بلاد الغربة ومواطن اللجوء، لدراسةٍ أو عمل، أو لعلاجٍ ومتابعة، أو لهجرةٍ ولجوء، وقد تركوا خلفهم في قطاع غزة أهلاً وأحباباً، وأولاداً وأبناءً، وآباءً وأمهاتٍ، والكثير من أفراد عائلاتهم، وباتوا يتابعون أخبارهم عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، ويرون مشاهد القتل والدمار، وصور المجازر والمذابح، ونتائج القصف والعدوان، وآثار الخراب والدمار، فلا يقوون على المشاهدة، ولا يستطيعون المتابعة، ويقضون أوقاتهم بين بكاءٍ صاخبٍ وحزنٍ صامتٍ، فالمشاهد فظيعة والصور مروعة، والأخبار صادمة، والأخبار تحمل معها أسماء الأهل والأقارب، والجيران والأصحاب والمعارف.

ليس بأيدينا ولا هو بمحض إرادتنا، ولا نحن به نتظاهر أو ندعي، ولا نكذب على أنفسنا أو ننافق أهلنا، فحياتنا صدقاً صارت صعبة جداً وقاسية للغاية، ولعل أصوات القصف تصلنا عالية، وآثار الدمار نشعر بها قاسية، رغم بعد المكان وأمان الإقامة، إلا أننا رغم العجز نشعر بقهرٍ أننا نعيش معهم، ونشعر بمعاناتهم، ونشاركهم أحزانهم وآلامهم، فلا يلومنا أحد إن عفنا كل شيءٍ، وسئمنا الحياة ومللنا العيش، وزهدنا فيما أحله الله لنا، وتخلينا عما أباحه، فوالله أننا نشعر بالصغار أمام شعبنا، وتهون علينا نفوسنا، ونحتقر ذواتنا إن نحن شعرنا ببعض ألمٍ أو شكونا من مرضٍ.

بتنا نشعر أننا أصبحنا وحيدين بعد أن استشهد عشرات الآلاف من شعبنا، وسبقنا من نعرف بالشهادة، وبقينا وحدنا وكأننا البضاعة الرديئة، التي لا يقبل بها أحد ولا يرغب بها محتاج، وأصبحنا نحرم على أنفسنا كل شيءٍ، ولا نقبل بمتع الحياة، ولا نشكو من نقص، أو نتبرم من حاجة، أو نضيق ذرعاً أو نشكو جوعاً. 

وقد بات من الصعب علينا أن نستسيغ طعاماً أو أن يطيب لنا أكلاً بعد مشاهد القتل على أبواب مراكز المساعدات الغذائية، وصور شعبنا وهم يتدافعون بعشرات الآلاف وهم يحملون قصعاتهم الخاوية، انتظاراً لبعض طعامٍ رديءٍ يسكب فيها، ويقدم إليهم ممزوجاً بالدم أحياناً، فنحن نرى كل يومٍ أولادنا يقتلون وقد سقطت من أيديهم القصعات وسكب على الأرض ما فيها، وغيرهم ممن عجنوا الطحين الذي يحملون بدمائهم الزكية وقد استشهدوا دونه.

نتساءل بغصةٍ وبالكثير من الألم من نحن أمام شعبنا الذي أعطى كل شيءٍ وصبر، وضحى بالمال والولد واحتسب، وخسر بيته وداره، وماله وأملاكه، وماذا نساوي أمامهم وقد مضى على معاناتهم قرابة العامين وما زالوا على حالهم صامدين ثابتين، رغم أنهم فقدوا كل شيءٍ ولم يبق أمامهم سوى شهادةً ينتظرونها، وخاتمةً باتوا لا يستبعدونها، فطوبى لك شعبنا العظيم في غزة، فقد صنعت اسمك وحفرت في سجل الخالدين ذكرك، وأشدت مجداً يصعب على غيرك أن يشيد مثله، وتعساً لنا نحن الذين نتغنى بأمجادك، ونعيش على آثارك، ونتباهى بمعاناتك، وننظم الأشعار بصمودك وتضحياتك، وندعي شرفاً انتساباً إليك، وانتماءنا إلى غزة التي علا اسمها وسما نجمها، وارتفعت مراتبها، وارتقى في سلم المجد أبناؤها.
 
بيروت في 30/6/2025
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
انتخابات الجنوب تحت المجهر: قياس نبض «الثنائي» وجمهوره
المرحلة الثانية غير مضمونة: إسرائيل نحو تجديد «المعركة بين الحروب»؟
البناء _ ناصر قنديل : حرب استنزاف يمنية إسرائيلية
مرحلة رابعة من التصعيد البحري: تعطيل موانئ العدوّ هدفاً
ضربة موجعة للشبكات السيبرانية الإسرائيلية: الوحدة 8200 في قبضة... «حنظلة»!
حين يُصبح العنف ضرورة للسيادة: في مشروعية المقاومة الشعبية المسلحة كريم حداد الإثنين 21 تموز 2025 «المستعمَر لا يفهم إل
واشنطن تقرر تمديد اتفاق وقف إطلاق النار حتى 18 شباط
الاخبار_ابراهيم الامين : معنى أن تبقى في قلب المقاومة
استهداف موسكو حرب عالمية - بايدن ونتنياهو اخوة الداء- الشعب الفلسطيني حسم أمره - محور المقاومة جاهز https:youtu.beqdYxXd
رسالة المصيلح: الإعمار ممنوع قبل ركوب قطار التطبيع!
مخاوف من عودة ساكني الهول: داعش يعيد التموضع في العرق
الكلمة والقلم… جبهة لا تقل صلابة عن جبهة السلاح في مواجهة العدو وحلفائه
معادلة الردع الفنزويلية: كيف تواجه كاراكاس العسكرة الأميركية للبحر الكاريبي؟
مرحلة الحسم من غزة إلى لبنان
«الاتفاق الجانبي» الإسرائيلي - الأميركي: انحراف خطير عن الشرعية الدولية
ساركوزي يستغيث بالقضاء اللبناني...!
كذبة بناء الدولة
تجميد السلاح أخطر من سحبه بيت القصيد: المقاومة؟
الرئيسان يسترضيان الثنائي: لا نقصد إثارة الفتنة!
رسالات وما أدراك ما رسالات.....!
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث