
اعتبرت طهران أن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتصرّف بعيداً عن النهج السياسي، وأن لا يتأثر مديرها بمواقف بعض أعضاء الوكالة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن «الوكالة كيان دولي لديها مهام واضحة، ومهام المدير العام أيضاً محددة ومعروفة»، مضيفاً أن «ما طالبنا به هو أن يعمل المدير العام ضمن نطاق مهامه الفنية، وألّا يكون تحت تأثير بعض أعضاء الوكالة».
وقال، خلال مؤتمر صحافي اليوم، إن «نهج الدول الأوروبية الثلاث خلال العقدين الماضيين في الضغط على إيران واضح، ومطلبنا الدائم هو أن تعمل الوكالة بعيداً عن المواقف السياسية»، واصفاً التقرير الأخير للوكالة بأنه «لم يكن ملائماً، وأصبح أساساً لصدور قرار سياسي من مجلس الحكام».
وشدد بقائي على أن «الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ارتكبا عملاً غير قانوني»، قائلاً: «ما حدث كان عدواناً واضحاً، ومطلبنا الأساسي اليوم هو أن يتم تحديد المعتدي. المعتدي معروف، ويجب على مجلس الأمن أن يصادق على هذه الحقيقة».
إلى ذلك، رأى بقائي أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن رفع العقوبات وبيع النفط الإيراني غير موثوقة، مضيفاً أنه «سبق أن شهدنا حالات مشابهة، حيث كان ترامب يطرح في الصباح موضوعاً مفاده أن إجراءً ما سيُنفذ، وفي المساء كانت تُفرض حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران».
في السياق، استنكر بقائي الموقف الذي تبنته ألمانيا وفرنسا تجاه العدوان الإسرائيلي على إيران، معتبراً أن هذه المواقف مرفوضة ومُدانة، وتُظهر أن بعض الدول الأوروبية قد عرّضت سمعة الاتحاد الأوروبي بأكمله للخطر.
كما أدان التصريحات الصادرة عن المسؤولين الألمان خصوصاً، واصفاً إياها بأنها «شراكة تاريخية مع هذا الكيان، حين تُصوَّر العدوان الصريح على أنه عمل دنيء»، قائلاً: «لم أكن أتصوّر أن تستخدم المستشارية الألمانية عبارات كان يُستعان بها لتبرير أفعال هتلر. عليهم أن يوضحوا لماذا يستخدمون هذا النوع من الخطاب، لأنه بالنسبة للإيرانيين أشبه برشّ الملح على الجراح».
وفي حديثه عن الهجوم الكيميائي الذي شنّه نظام البعث العراقي على سردشت، اتهم بقائي بأن «تطوير وإنتاج الأسلحة الكيميائية في العراق تمّ بالتعاون مع عدد من الدول الغربية، وعلى رأسها ألمانيا»، مجدداً مطالب بلاده بكشف الحقيقة
إيران: لا نثق بوقف إطلاق النار... والعدو قد يستخدم وكلاءه
شدّد رئيس السلطة القضائية الإيرانية، محسني ايجئي، على أنه « لا يمكن الوثوق بوقف إطلاق النار الذي يقترحه الصهاينة المجرمون»، محذراً من أنه «يجب ألا نغفل عن مكر العدو الذي قد يستخدم وكلاءه وأدواته في المنطقة، لذلك الجميع مطالبون باليقظة والحذر من محاولات الاختراق».
وأوضح ايجئي، خلال اجتماع المجلس الأعلى للسلطة القضائية، أنه «عندما أدركوا أنهم لا يحققون أهدافهم، تقدّمت الولايات المتحدة باقتراح وقف إطلاق النار، لكن لا يمكن الوثوق على الإطلاق بالصهاينة».
وأضاف: «لم نكن يوماً دعاة حرب، ولم نبدأ حرباً، ولا نرغب في استمرارها، لكننا في الوقت نفسه لن نرضخ لحرب أو سلامٍ مفروضين». وشدد على «ضرورة الحفاظ على الجهوزية أكثر من أي وقت مضى».