بقلم مدير موقع صدى الولاية الاخباري الإعلامي محمد الباقر ترشيشي
خطاب الامي للأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، لم يكن مجرد كلمة سياسية، بل كان بيانًا عقائديًا واستراتيجيًا يعكس وضوح الرؤية وصلابة الموقف وثبات المسار.
في زمنٍ كثرت فيه التحليلات، وتكاثرت فيه الحملات النفسية، جاء صوت الشيخ نعيم عاليًا، مدويا ليؤكد أن المقاومة ما زالت هي هي: قوية، متعافية، ثابتة، وماضية في طريقها مهما اشتدت الضغوط وازدادت التحديات.
واهمٌ من يعتقد أن المقاومة ضعفت، أو أن البيئة الحاضنة تراجعت، أو أن الزمن قد تجاوز خيار السلاح.
المقاومة ليست حالة طارئة، ولا ردّ فعل مؤقت. هي مشروع وجودي ارتبط بكرامة الوطن وأمن الناس وهويتهم وقرارهم السيادي.
سلاحها ليس عبئًا، بل هو الضمانة. ليس للتفاوض، بل للدفاع. ليس للعرض، بل للفعل.
واهمٌ – وأحمق – من يظن أن هذه المقاومة ستُسلم سلاحها طوعًا، أو تُقايضه على طاولة مفاوضات.
لقد قالها المقاومون بوضوح، ونقولها نحن بيئة المقاومة اليوم بأعلى الصوت:
“هذا السلاح لا يُسلّم إلا لصاحبه الشرعي، الإمام المهدي المنتظر (عج)”.
وما دام العدو قائمًا، وما دامت الأرض مهددة، وما دامت الكرامة مستهدفة، فإن هذا السلاح سيبقى في أيدٍ أمينة، تحمي به الوطن، وتصون به الشهداء، وتردع به الطامعين.
ونُذكّر الجميع بكلمة سيدنا الأسْمى، سيّد شهداء الأمة، السيّد حسن نصرالله (قده):
“طالما فينا نفس… هذا السلاح لن يُسلّم
ونحن البيئة الحاضنة للمقاومة نقول سيُسلّم فقط إلى الإمام الحجة بن الحسن (عج).”
وكذلك قال سيدنا الاسمى في خطاب سابق:
“سلاح المقاومة ليس بضاعة للبيع… ومن يريد مقايضته، فليأتِ لنتحدث أولًا عن تحرير الأرض، وإطلاق المعتقلين، وردع العدو.”
خطاب سماحة الشيخ نعيم لم يكن موجهًا فقط للأصدقاء، بل كان أيضًا رسالة للخصوم.
رسالة تقول إن المقاومة لا تتراجع، ولا تُخدع، ولا تُرهَب، ولا تُبتز.
وأن من ينتظر لحظة ضعف أو انقسام، ينتظر سرابًا.
وأن الرهان على الضغط السياسي أو الاقتصادي لإضعاف حزب الله، رهان فاشل ومكلف.
نُثني بكل محبة واحترام وتقدير على الجهود الجبارة التي يبذلها سماحة الشيخ نعيم قاسم، والقيادة والمقاومين هذه القامة الإسلامية والوطنية الصلبة، التي لا تتغير مواقفها ولا تضعف كلمتها، رغم كل الاستهدافات والتشويهات.
نحن في مرحلة مفصلية، حيث تتكالب قوى الشر على المقاومة من فلسطين إلى لبنان إلى طهران.
لكننا، بفضل الله وقيادة الحكماء، وعلى رأسهم سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله (قده)، وببركة دماء الشهداء، نعيد رسم المعادلات، ونصنع الردع، ونحفظ الكرامة.
المقاومة بخير.
السلاح بخير.
والقادم سيكون، بإذن الله، نصرًا بعد نصر… حتى زوال هذا الكيان الغاصب، وعودة الحق إلى أصحابه