
دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والعدو الإسرائيلي حيّز التنفيذ، بدأت الحكومة الإيرانية إعداد الخطط الأولية لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
وأعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، عبر التلفزيون الرسمي، أن «الهجمات الإسرائيلية استهدفت مناطق سكنية، ومراكز علمية، ومعاهد بحوث، ومنشآت صحية ومدنية»، مؤكدة أن «الحكومة تواجه مهمة كبرى لإعادة الإعمار، وستبدأ فوراً بتقييم الأضرار».
وتزامن هذا التصريح مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التوصل إلى «اتفاق كامل» لوقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، دخل حيّز التنفيذ فجر الثلاثاء. وأشار ترامب إلى أن «الحرب التي استمرت 12 يوماً كان يمكن أن تدمّر الشرق الأوسط بأسره، ولكنّ الطرفين أظهرا شجاعة كافية لإنهائها»، على حد تعبيره.
مواجهة الـ«12 يوماً»
وقد شنّ العدو الإسرائيلي فجر يوم الجمعة في الثالث عشر من حزيران الحالي، غارات عدة على مناطق مختلفة في العاصمة طهران وعدد من المحافظات في إيران بما فيها مبان سكنية، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين والقادة العسكريين والعلماء.
العدوان الذي أسفر عن استشهاد القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي في الحرس الثوري الإيراني اللواء غلام علي رشيد والعالمين النوويين محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي، إضافة إلى عدد من المدنيين.
ووجه القائد الأعلى في إيران السيّد علي الخامنئي، صباح اليوم الذي بدأ فيه العدوان رسالة إلى الشعب الإيراني قال فيها إنّ «الكيان الصهيوني أقدم فجر اليوم على ارتكاب جريمة، ملوثاً يده الآثمة والدامية في بلدنا العزيز»، منبّهاً إلى أنّ «على هذا الكيان أن يترقّب عقاباً قاسياً». وشدّد أنّ «يد القوات المسلحة القوية للجمهورية الإسلامية لن تتركه وشأنه».
وتصاعدت وتيرة المواجهة ليل السبت - الأحد 22 حزيران بعد القصف الأميركي الذي طال منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية بعد مزاعم أطلقها ترامب مراراً عبر وسائل الإعلام أنه لن يتدخل عسكرياً إلى جانب إسرائيل قبل مهلة منحها لطهران أقصاها أسبوعين.
طهران تستهدف قاعدة أميركية وعشرات المواقع الإسرائيلية
وقد أكّد القائد الأعلى في إيران، أن العدوان الإسرائيلي والأميركي لن يُترك دون رد حازم، حيث أعلن الحرس الثوري الإيراني عن انطلاق عمليات «الوعد الصادق 3»، التي تضمّنت 22 موجة صاروخية ومسيّرات هجومية على مدار الـ12 يوماً استمرت حتى فجر الثلاثاء قبل دقائق من سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه واشنطن.
وأطلق «الحرس الثوري الإيراني»، مساء الثالث والعشرين من حزيران، عملية «بشارة الفتح»، مستهدفاً قاعدة «العديد» الأميركية في دولة قطر، رداً على استهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وأعلن الحرس، في بيان، أن قواته استهدفت قاعدة «العديد» في قطر «بضربة صاروخية مدمّرة وقوية»، وذلك «رداً على العدوان العسكري الصريح الذي شنه النظام الإجرامي الأميركي على المنشآت النووية السلمية، وانتهاكه الواضح للقانون الدولي، وبناءً على قرار المجلس الأعلى للأمن القومي وقيادة مقر خاتم الأنبياء».
وأوضح البيان أن «القاعدة تُعدّ مقر القيادة الجوية المركزية وأكبر الأصول الاستراتيجية للجيش الأميركي الإرهابي في منطقة غرب آسيا»، لافتاً إلى أن «رسالة هذا الرد الحاسم إلى البيت الأبيض وحلفائه واضحة وصريحة: (...) لن تترك أي اعتداء على سيادتها، ووحدة أراضيها، وأمنها القومي دون رد».
وقبل ساعة ونصف تقريباً من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، أطلقت إيران 5 موجات صاروخية متتالیة باتجاه الأراضي المحتلة والتي خلّفت عشرات القتلى والجرحى والمفقودين وكذلك دماراً هائلاً بقطر مئات الأمتار.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم نجمة داوود الحمراء إنه و«في ظل استمرار إطلاق الصواريخ باتجاه دولة إسرائيل، سجلت حتى الساعة 7:45 صباحاً حصيلة أولية في موقع الهجوم جنوب اسرائيل، بلغت أربعة قتلى، إضافة إلى إصابتين» وصفتا بالمتوسطة، ونحو 20 إصابة طفيفة أو ناتجة عن الصدمة.
ووفقاً لوسائل إعلام عبرية، فقد أسفر القصف الإيراني على جنوب وشمال ووسط فلسطين، عن مقتل عشرات الإسرائيليين، بينهم قادة وضباط في جيش العدو الإسرائيلي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية في وقت سابق.
كما أدى القصف إلى تدمير عشرات الأبنية والأحياء والمقرات الحكومية في إسرائيل.