
استُشهد 80 شخصاً على الأقل، وأُصيب العشرات اليوم، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، في حين حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أن إسرائيل «تُهيّئ الظروف للقضاء على الفلسطينيين».
وأفادت وسائل الإعلام الفلسطينية باستشهاد أكثر من 80 شخصاً نتيجة الغارات الإسرائيلية التي طالت مناطق متفرقة من القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 59 شهيداً في شمال غزة، و25 في جباليا.
وأصدر العدو الإسرائيلي أمراً جديداً بإخلاء حي الرمال جنوبي مدينة غزة، متوعداً بـ«مهاجمة المنطقة بقوة شديدة».
كما استهدفت قوات الاحتلال، في أوقات متفرقة من اليوم، خيمة داخل مركز إيواء في مخيم جباليا، ومخيم النصيرات وسط القطاع، وبلدة الفخاري شرق خان يونس، بالإضافة إلى تنفيذ عملية نسف لعدد من المباني السكنية في مدينة رفح.
كذلك، استهدف العدو بستّ غارات جوية محيط مستشفى غزة الأوروبي شرق خان يونس، ثم نفّذ لاحقاً حزاماً نارياً استهدف محيط المستشفى.
في هذا السياق، أوضح مدير عام المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة في غزة، مروان الهمص، أن القصف الإسرائيلي استهدف الساحة الداخلية في المستشفى الأوروبي، وليس محيطه.
وأضاف أن العدوان أدى إلى توقف العمل في المستشفى، وتعذّر وصول سيارات الإسعاف إلى ساحته، مبيناً أن العدو استهدف جرافة كانت تحاول إصلاح الأضرار.
«أطباء بلا حدود»: سنفقد القدرة على إنقاذ الأرواح
في سياق متصل، حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أننا «نشهد حالياً تهيئة الظروف للقضاء على الفلسطينيين في غزة».
وأشارت، في بيان، إلى أن «هذا الحصار، وهو الأشد منذ انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2007، حوّل حياة الفلسطينيين المحاصرين إلى كابوس إنساني مستمر، تُنتهك فيه كل معايير الحياة والكرامة»، محذّرة من نفاد الطعام ونقص أو زوال الإمدادات الطبية.
وأوضحت المنظمة أن «سيارات الإسعاف والمرافق الصحية تعمل بأقل من الحد الأدنى، في ظلّ نقص حاد في الوقود اللازم لتشغيلها»، لافتة إلى عجز المنظمات غير الحكومية التي تعتمد في توزيع الوقود في رفح على «الأمم المتحدة»، بسبب منع السلطات الإسرائيلية وصول هذا الوقود إلى داخل غزة.
وإذ بيّنت أن «المستشفيات والمنشآت الطبية تعجّ بالمرضى، في حين تُمنع دخول أية مساعدات»، اعتبرت «أطباء بلا حدود» أن «ما نشهده ليس مجرد أزمة، بل هو انهيار شامل لنظام الحياة في غزة، واقتراب خطير من فقدان القدرة على إنقاذ الأرواح».
وإزاء ذلك، دعت المنظمة «السلطات الإسرائيلية وداعميها إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، واتباع المبادئ التي تنص على السماح الكامل وغير المشروط بالمساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين داخل القطاع».
بدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال اجتماع مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في برلين، إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والوقف الفوري للأعمال العدائية، بما يتيح إطلاق مسار لا رجعة فيه نحو حل الدولتين».
في المقابل، أكد المستشار الألماني لجميع الأطراف وقوف بلاده إلى جانب إسرائيل، متوقعاً في الوقت نفسه أن تُبذل جهود لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لسكان غزة الذين نشهد معاناتهم، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن.
وأعرب ميرتس عن أمله في أن تكون هناك «مفاوضات ناجحة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن»، بمن فيهم أولئك الذين يحملون الجنسية الألمانية.
إلى ذلك، نددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بالوضع الإنساني «الذي لا يمكن تبريره» في غزة، وسط منع دخول المساعدات منذ مطلع آذار.
وقالت ميلوني، في كلمة أمام النواب الإيطاليين اليوم، إنها تجري مباحثات «غالباً ما تكون صعبة» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدةً مرة جديدة «ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي (...) في مواجهة وضع إنساني في غزة لا أجد أي صعوبة في القول إنه يزداد مأسوية، ولا يمكن تبريره».