
يترقّب العالم إعلاناً وشيكاً من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن قطاع غزة، بعدما أكّد، أول أمس، أن بلاده أجرت مباحثات معمّقة حول الوضع هناك، وأنه سيكشف خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة عن ما وصفه بـ«تطوّر مرتقب» في هذا الصدد. ويأتي ذلك الإعلان المحتمل في سياق مشاورات دبلوماسية كثيفة تقودها واشنطن، ووسط تقارير متزايدة عن تحركات أميركية مباشرة لإدارة مرحلة ما بعد الحرب في القطاع. وفي السياق، أفاد «البيت الأبيض» بأن «المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى قد تشهد تطوراً لافتاً خلال زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي إلى المنطقة، وهي رسائل تمّ نقلها إلى الجانب الإسرائيلي أخيراً»، بحسب قناة «i24NEWS».
وكانت وكالة «فرانس برس» كشفت عن مشاورات أميركية - إسرائيلية جرت على «مستوى رفيع»، تمحورت حول اقتراح تشكيل «حكومة انتقالية» مؤقّتة تدير القطاع، على أن «تترأسها شخصية أميركية وتعمل حتى استقرار الوضع، ونزع سلاح غزة، وظهور إدارة فلسطينية قادرة على تسلّم المهام»، وهو ما كانت قد نقلته «الأخبار» عن مصادر مصرية قبل يومين. وفي تطوّر لافت، تسعى إسرائيل لتفويض شركتين أميركيتين، إحداهما «سيف ريتس سوليوشنز»، بـ«مهمة توزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع»؛ علماً أن الشركة المذكورة أعلنت عن حاجتها إلى «موظّفين أميركيين يتقنون العربية ولديهم خبرة ميدانية لا تقل عن سبع سنوات في العمل مع المنظمات الإنسانية في الشرق الأوسط».
وفي الإطار نفسه، ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن «انفراجة في ملف المساعدات الإنسانية باتت وشيكة»، مشيرة إلى «قرب توقيع اتفاق مع شركة أميركية لتولي مهمة نقل المساعدات إلى غزة»، وهو ما قد يُمهّد لاستئناف إدخالها وفق الخطة الإسرائيلية «بعد أسبوعين»، بحسب «القناة 12» العبرية. كذلك، أفاد باراك رافيد، مراسل موقع «واللا» العبري، بأن اتفاقاً «شبه نهائي» يوشك أن يُبرم مع «مؤسّسة غزة الخيرية» لتولّي مهمة إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بعيداً عن حركة «حماس».
تتركّز المشاورات الأميركية - الإسرائيلية على تشكيل حكومة انتقالية برئاسة مسؤول أميركي
كما أشار إلى «محادثات جارية مع المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، لرئاسة المؤسسة»، مضيفاً أن «بيزلي اشترط تسريع استئناف المساعدات كشرط لقبول المهمة». ولفت باراك إلى أن «الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان لإقناع الأمم المتحدة بالتعاون مع الكيان الجديد».
أما بخصوص الأسرى الإسرائيليين في غزة، وفي ظلّ معلومات متضاربة بشأن مصيرهم، فقد أعلن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أن «21 رهينة منهم على قيد الحياة، ولا جدال في ذلك»، بينما لا تزال حالة ثلاثة آخرين «غير معروفة». وقال: «لن نتخلى عن أيّ أحد، أكان من الثلاثة المتبقين أو من الآخرين جميعاً». ويأتي ذلك فيما تزداد المؤشرات إلى تحضيرات عسكرية إسرائيلية لتوسيع العمليات في غزة، بعد استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن جيش الاحتلال يستعدّ لانخراط نحو 50 ألف جندي احتياط، لكنه يواجه صعوبات في تجنيدهم بسبب تراجع نسبة الالتزام، على رغم الأرقام الرسمية التي تُعلن التزاماً بنسبة 80%. وأفادت الصحيفة بأن «الجيش لجأ إلى وسائل ضغط على الجنود لدفعهم إلى المشاركة»، وسط حديث عن تلاعب في نسب الالتزام الفعلية. كما نقلت عن مصادر أمنية أن «الجيش بحاجة إلى رفع عدد قواته أربعة أضعاف للسيطرة على نقاط محورية في القطاع».