نفى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب حسن عز الدين، أن يكون ما «استهدفته إسرائيل (في الضاحية الجنوبية أمس) مصنع صواريخ تابع لحزب الله»، وأكد أنّ حزب الله لن ينجرّ إلى «التوقيت» الذي تريده إسرائيل، مطالباً وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي باستدعاء سفراء الدول لإطلاعهم على الخروقات الإسرائيلية.
واعتبر، في حديث إلى إذاعة «سبوتنيك»، أن الاستهداف «هدفه إضعاف لبنان في موقفه السياسي والضغط على الدولة لزعزعة الإستقرار الداخلي والسلم الأهلي»، مشدّداً على أن «إسرائيل لا تريد أن يصبح لبنان بلداً ذا موقف قوي لمواجهته، إن كان في وحدته الوطنية أو في قدراته وإمكاناته أو من خلال ما يمثله حزب الله من حالة معنوية وقوة شعبية، فهي تريد تفكيك هذا الالتحام بالحزب بمثل هذه الغارات».
وإذ لفت إلى أن «إسرائيل تريد استكمال ما تقوم به»، أكد عز الدين أن «الدولة اللبنانية وحزب الله التزما بكل مندرجات التفاهم والاتفاق، وإسرائيل ضربت هذه التفاهمات بعرض الحائط بغطاء أميركي واضح وموقف فرنسي ضعيف وصامت»، ورأى أن «هذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى أن الدولة والشعب والمقاومة سيكونون في موقع واحد وخيار واحد وهو خيار المواجهة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة».
وشدد على أن «المطلوب اليوم على الأقل أن يستدعي وزير الخارجية والمغتربين سفراء الدول ويضعهم أمام هذه الحقيقة وهي التزام لبنان بوقف إطلاق النار مقابل عدم التزام إسرائيل»، مضيفاً أن «على الوزير أن يقدم شكوى ويوظف كل صداقاته وعلاقاته العربية والإسلامية ليمارس الضغط على الولايات المتحدة وفرنسا، لجنة الإشراف على تنفيذ هذا الاتفاق».
وعن علاقة هذا العدوان بالمفاوضات الإيرانية - الأميركية، أكد عز الدين الترابط بين الحدثين، مؤكداً أنّ حزب الله «لن ينجرّ إلى التوقيت الذي تريده إسرائيل».
فياض: الدولة «السيّدة» والمقاومة في مرمى الاستهداف
وفي السياق عينه، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض أنّ «المقاومة والدولة السيّدة المستقلة في مرمى الاستهداف، وهنا تكمن أهمية الحرص على تفاهم الدولة والمقاومة لأنّ كلتاهما في مركب واحد».
وقال، في تصريح له في ميفدون، إنّ البعض في الداخل يصرّ «على لعب دور حصان طروادة في التمهيد للضغوطات الدولية السياسية والعسكرية التي يتعرض لها لبنان، من خلال تصويبه الدائم على المقاومة وتحميلها مسؤولية ما يجري، ورفضه لمسار الحوار الذي ارتآه العهد، إطاراً للتفاهم الداخلي ومعالجة القضايا الجوهرية التي تتصل باستقرار البلد».
وأشار إلى أنّ «هذا الفريق السياسي يمارس أعلى درجات الارتهان للخارج، وهو لا يرى في الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين وعلى القرى بهدف منع المواطنين من العودة إلى قراهم، وفي عدم الالتزام الإسرائيلي المطلق بالقرار 1701، ما يستوجب الإدانة والشجب. بل على العكس من ذلك يقدم خطاباً تبريرياً للعدو يساعده على تسويغ ممارساتها»، مؤكداً أنّ «هذا الفريق السياسي يدفع باتجاه اصطدام الجيش اللبناني بالمقاومة، وتأزيم الوضع الداخلي، ومفاقمة الانقسامات، وهدفه إضعاف العهد والمقاومة في الوقت ذاته».
وشدّد على أنّ «الأولوية المطلقة، هي لانسحاب العدو الإسرائيلي من أرضنا، وإيقاف عمليات الاغتيال التي ينفذها العدو يومياً، واستهدافه للمدنيين في القرى الأمامية لمنعهم من العودة إلى قراهم، والعمل على إطلاق عملية إعادة الإعمار في أسرع وقت دون شروط وارتهانات»، معتبراً أنّ «على الدولة أن تبادر ولو بإمكاناتها المحدودة، وبما تيسَّر وأن تتجاوب مع المبادرات المطروحة، دون أن تنصاع للتهويلات من هنا وهناك، فهذا واجبها وحق شعبها عليها، وهذا الواجب يتقدم على أية حسابات سياسية».