
شدّد رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، على أن مطلب التيار بشأن «عودة فورية وغير مشروطة» لجميع النازحين السوريين «واضح وحازم»، معتبراً أن عودتهم الطوعية «ذل وطني» و«انقلاب على هوية لبنان».
واعتبر باسيل، خلال تحرك شعبي أقامه التيار بمناسبة الذكرى العشرين للانسحاب السوري، أنّ لبنان «يواجه اليوم احتلالًا من نوع جديد ويجب مواجهته بالمطالبة بانسحابه»، لافتاً إلى «وصاية دولية» على لبنان عن طريق «المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» التي «تقرّر من يعود ومن يبقى وهذا اعتداء واضح على سيادتنا الوطنية وقرارنا المستقل وعلينا مواجهته برفض الوصاية».
ولفت إلى أنّ الحكومة، عبر وزيرة الشؤون الاجتماعية ولجنة النازحين، قبلت حتى الآن باقتراح المفوضية حول مفهوم العودة الطوعية المشروطة «وهذا ذل وطني، خدمةً لمصالح وأجندات خارجية، وعلينا مواجهتها إن هي أكملت بهذا المسار الانقلابي على هوية لبنان».
وأضاف باسيل: «وعدنا رئيس الحكومة، منذ يومين، بخطّة كاملة للنزوح يقدّمها بعد شهرين، لكن أساس هذه الخطة هو فضيحة ظهرت معالمها ونطلب منه وقفها».
وتابع متوجهاً إلى الرئيس سلام: «بمحبتنا لك وبحرصنا عليك وعلى لبنان، ادفن هذه الخطّة قبل أن تلدها حكومتك».
وتطرق باسيل إلى ما أعلنته المفوضية بشأن عودة 350 ألف نازح سوري إلى سوريا في تشرين الثاني 2024 نتيجة العدوان الإسرائيلي، متسائلاً: «ماذا حلّ بهؤلاء بعد وقف إطلاق النار، هل عادوا إلى لبنان؟ إذا لم يعودوا لماذا لا يبنى على أساس هذه التجربة لتسهيل عودة باقي النازحين في هذا الوقت القصير؟ وإذا كانوا قد عادوا إلى لبنان، فهذا يعزّز الاعتقاد عندنا بأن معظم هؤلاء لم يغادر سوريا لأسباب أمنية بل معيشية. والأهم هل قامت المفوضية بشطب هؤلاء من بياناتها وهل سلّمت لائحة بأسمائهم إلى الدولة اللبنانية لكي يقوم الأمن العام بمنعهم من الدخول مجدّداً»؟
دخول غير شرعي متزايد
وأشار إلى دخول غير شرعي متزايد ومتفاقم لرجال سوريين دون نسائهم وأطفالهم «وهنا لا نتكلّم عن العلويين الـ 40- 50 ألف الذين هربوا من الساحل السوري، بل نتحدّث عن رجال من مناطق أخرى، فما الغرض من هذا الدخول الجديد المباغت»؟... تساءل باسيل.
وأعلن أنه سيوجه «قريباً» كتاباً رسمياً باسم التيار إلى الحكومة حول قضايا محدّدة بملف النزوح السوري، ثم عرض الأسس القانونية والعملانية التي يجب الاعتماد عليها في عودة النازحين، مؤكداً أن شعار «محتلّين بتياب نازحين»، «ليس موقفاً عنصرياً من الشعب السوري»، إنما هدفه «أن نشير إلى المؤامرة التي هجّرته وقرّرت توطينه في لبنان، في وطن ليس له».
وتابع باسيل: «لطالما قلنا، نحن ضد سوريا عندما تكون في لبنان ونحن مع سوريا عندما تكون خارج لبنان بينما غيرنا كان مع سوريا وهي داخل لبنان وصار ضدّها عندما خرجت من لبنان. وعندما ركع الجميع للسوري على بلاط عنجر، نحن ومن قلب المعتقل كنّا نزيد شموخاً عندما كانوا بالإشارة يسكتون».
وبالنسبة إلى الانتخابات البلدية والاختيارية، أوضح باسيل أن التيار يتعامل مع الاستحقاق على أنه «عائلي إنمائي بلدي بالدرجة الأولى وسياسي بالدرجة الثانية»، مؤكداً «أننا أثبتنا هذا الأمر حتى الآن بعدم التعاطي معه إلاّ من خلال العائلات وأنا أثبتت هذا الأمر في مدينتي حيث لنا تفوّق سياسي انتخابي بعدّة أضعاف ولكننا قبلنا بالتوافق. أمّا الجانب السياسي، فنعطيه بالكامل لملف النزوح السوري ونقول إننا ندعم كل بلدية يكون على برنامجها الدفاع عن وجود اللبنانيين ولقمة عيشهم وتمنع النازح السوري أن يأكل لقمة عيش اللبناني».