عقب التوترات الأمنية والاشتباكات المسحة التي شهدتها مدينة جرمانا بريف دمشق، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين، توصلت الحكومة السورية وممثلون عن مشايخ الدروز والمجتمع المحلي في المدينة، إلى اتفاق يضمن محاسبة المتورطين في الأحداث الأخيرة، إضافة إلى اتخاذ إجراءات لتهدئة الأوضاع والحد من التجييش الطائفي والمناطقي.
وجاء في بيان مشترك صدر اليوم، عن ممثلون للحكومة السورية ودروز جرمانا أنه تم الاتفاق على عدة بنود، أبرزها: «ضمان إعادة الحقوق لذوي الضحايا، محاسبة المتورطين بالهجوم الأخير عبر القضاء، توضيح الحقائق إعلامياً، والعمل على تأمين حركة المرور بين محافظتي دمشق والسويداء».
وأشار البيان إلى أن تنفيذ هذه البنود سيبدأ فوراً بإشراف الجهات الحكومية المختصة.
وكانت وزارة العدل السورية شددت على أنها لن تتهاون مع أي تطاول على المقامات الدينية، مؤكدة «أهمية اللجوء إلى القضاء كسبيل مشروع لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن، وذلك من خلال الإجراءات القانونية المعمول بها».
ودعت الوزارة، في بيان اليوم، المواطنين إلى «الالتزام بأحكام القانون وتجنب الانجرار نحو خطاب الفتنة والتجييش، إذ إنّ هذه الأفعال تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون».
وأعلنت أنها «تتابع الإجراءات القضائية بالتنسيق مع النيابة العامة ووزارة الداخلية».
sadawilaya.com
من جهة ثانية ناشد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، «الأمم المتحدة» دعم مطالب بلاده برفع «فوري» للعقوبات عنها.
واعتبر الشيباني، في كلمة أمام الجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة»، أنّ العقوبات على سوريا «تضعف قدرة البلاد على منع النزاعات المستقبلية»، لافتاً إلى أنها «لا تستهدف قوى عدم الاستقرار بل تعيق قدرتنا على بناء المؤسسات ومنع النزاعات».
وقال: «نناشد الأمم المتحدة دعم مطلبنا برفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا فوراً»، لافتاً إلى أنّ «الإبقاء على العقوبات يزيد المعاناة والأزمة الاقتصادية ومن ثم إعادة إنتاج العنف والنزاع».
وتابع الشيباني: «العقوبات المفروضة على سوريا تعاقب اليوم ضحايا النظام السابق وندعو إلى رفعها، وهدفنا هو تحويل المناطق المنكوبة خلال الحرب إلى ممرات اقتصادية تفيد دول المنطقة».
وإذ أشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية «تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهدد الاستقرار في المنطقة»، حذر الشيباني من أن «عملنا الوطني يتعرض لتهديد حقيقي يتمثل في انتهاكات إسرائيل المستمرة لأجوائنا وأراضينا».
وأضاف: «الشعب السوري يشعر بالقلق والتهديد من جانب إسرائيل، وسقط شهداء وجرحى بسبب العدوان الإسرائيلي»، مشدّداً على أنّ مرتفعات الجولان «لا تزال أرضاً محتلة في تحد صارخ لميثاق الأمم المتحدة».
إلى ذلك، أكد الشيباني أنّ «كل مكونات الشعب السوري ترفض التدخل الأجنبي ومخططات التقسيم»، لافتاً إلى «أننا نجحنا في توحيد الفصائل العسكرية رغم التحديات، (...) ونحن على وشك إطلاق هيئتين للعدالة الانتقالية والمفقودين».
وشدّد على أنّ «أمننا لا ينفصل عن أمن جوارنا ولا يمكن لأي دولة أن تضمن أمنها وهي تهدد سلامة الآخرين».
وتطرق وزير الخارجية السوري إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكداً وقوف سوريا مع الشعب الفلسطيني، مطالباً بـ«وقف فوري» لإطلاق النار في القطاع غزة وضمان دخول المساعدات «بلا عوائق».