أكدت طهران أن المفاوضات مع واشنطن أُجريت بصيغة «رابح – رابح»، بحيث «لا يمكن الجمع بين سياسة الضغط والمفاوضات في آنٍ واحد»، مشيرةً إلى أنها ستُختتم قريباً بما يحفظ مصالح إيران الوطنية.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، اسماعيل بقائي، أن كل طرف عبّر عن أطره المرجعية في الجولة الأولى من المفاوضات في العاصمة العمانية مسقط، مضيفاً أن «موقفنا من الملف النووي واضح، وقد استُخدم ذريعة لخلق الأزمات طوال العقدين الماضيين. أما قضيتنا الأساسية فهي رفع العقوبات الجائرة التي فُرضت على إيران على مدى العقود الماضية، وقد طرحنا هذا المطلب بجدية وسنواصل متابعته».
وإذ لفت إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا مستمرة، أشار بقائي إلى أن «هناك تناقضات واضحة في التصريحات الأميركية، ويجب عليهم تسوية هذا التناقض. من أسباب إجراء المفاوضات غير المباشرة هو أنه لا يمكن الجمع بين سياسة الضغط والمفاوضات في آنٍ واحد؛ فهذا النهج غير مقبول».
وبيّن بقائي أن «المفاوضات غير المباشرة تُدار بوساطة سلطنة عمان، ويتم اتخاذ الترتيبات من قبلهم، ونحن واثقون بأنهم سيتخذون القرار المناسب. نحن على تواصل مع الجانب العماني بخصوص مكان عقد الجولة المقبلة، وسيُتخذ القرار ويُعلَن في الوقت المناسب».
وعن احتمالية إجراء مفاوضات مباشرة، اعتبر المتحدث أن «المفاوضات المباشرة لا تُعد مفيدة، وهي غير مقبولة بالنسبة إلى إيران. المفاوضات غير المباشرة ليست أسلوباً غير مألوف، وقد جُرّبت في السابق وهي تستند إلى تجارب مثبتة. علينا أن نختار الطريقة التي نثق بفاعليتها، والمفاوضات المباشرة لا تندرج ضمن هذا الإطار».
عراقجي إلى موسكو... وغروسي إلى طهران
في سياق متصل، أعلن بقائي أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيتوجه إلى موسكو نهاية الأسبوع، كاشفاً أن الزيارة المقررة سابقاً ستتضمن مناقشات تتعلق بالمفاوضات التي تجري حالياً مع واشنطن.
ورداً على سؤال حول مشاورات إيران مع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي بشأن المفاوضات بين طهران وواشنطن، قال بقائي: «من الناحية القانونية، يُعدّ الاتفاق النووي اتفاقاً حياً وقائماً، وله أطراف محددة، ونحن نواصل تفاعلاتنا ومشاوراتنا في إطار الاتفاق».
كما أعلن بقائي أن «اتفاقاً مبدئياً على زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران قد تم التوصل إليه الأسبوع الماضي»، خلال المكالمة الهاتفية التي جرت قبل عدة أيام بين عراقجي وغروسي.
متى موعد الجولة الثانية من المفاوضات؟
من جهة أخرى، كشف معاون الشؤون التنفيذية للرئيس الإيراني، محمد جعفر قائم بناه، أنه «من المقرر أن تُعقد الجولة التالية من المفاوضات يوم السبت المقبل، الأمر الذي سيؤدي إلى إزالة القيود الجائرة التي فرضها العدو، ويُمهّد الطريق لانفراج اقتصادي يصب في مصلحة الفاعلين الاقتصاديين»، لافتاً إلى أنه «رغم أننا على أتمّ الاستعداد ووقفنا في وجه جميع التهديدات، إلا أنه من الطبيعي أن تسهم تنمية العلاقات الدولية في تسريع وتيرة النمو الاقتصادي».
وفي السياق، ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي أن الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين إيران وأميركا قد تُعقد في العاصمة الإيطالية روما.
يذكر أن الجولة الأولى من المفاوضات جرت يوم السبت الماضي في مسقط، بوساطة عمانية، وشارك فيها عراقجي ممثلاً عن إيران، ومبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ممثلاً عن الولايات المتحدة.