❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها : محمد علي الحريشي
تزامن العدوان الصهيوني على قطاع غزة مع عدوان أمريكي على اليمن، هناك ترابط بين العدوانين ، فالرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لم يخفي رغبته في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة إلى مصر والأردن وربما إلى عدة أقطار عربية أخرى منها السعودية وسوريا، جاء الرئيس الأمريكي إلى البيت «الأسود» الأمريكي يحمل في جعبته مشروع التهجير وهو العربون الذي قطعه على نفسه لجماعة اللوبي اليهودي الصهيوني في أمريكا أثناء حملته الإنتخابية الرئاسية العام الماضي،جماعة الضغط «اللوبي» اليهودي الصهيوني يمسكون بمفاتيح الفوز أو الخسارة لأي مرشح أمريكي يطمح بالوصول إلى سدة الحكم في البيت«الأسود» الأمريكي ومن أجل تحقيق ذلك الهدف حتى يضمن فوزه بالإنتخابات الرئاسية في الفترة الثانية بعد أربع سنوات، وضع الرئيس ترامب سيناريوهات لتحقيق وعوده بتصفية قطاع غزة وتفريغها من سكانها خاصة بعد ما رفضت تصريحاته بالتهجير من قبل مصر وبقية الأقطار العربية ومن ضمن السيناريوهات:
1-- عرقلة تطبيق المرحلة الثانية والثالثة من إتفاق وقف إطلاق النار بين قوى المقاومة الإسلاميّة الفلسطينية وبين حكومة كيان العدو المحتل الذي تم عبر الوساطة المصرية القطرية، وقد إتضحت العراقيل في مسارين متوازيين هما:
ا-- تكليف الرئيس الأمريكي لمبعوث أمريكي خاص للوساطة بين المقاومة الإسلاميّة الفلسطينية وبين حكومة العدو الصهيوني وتقديم مقترحات جديدة بين الطرفين، الهدف هو نسف مراحل وقف إطلاق النار الذي وقع قبل أكثر من شهرين-- بين كيان العدو وقوى المقاومة الإسلاميّةالفلسطينية-- في الدوحة والتحلل من تبعات تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة من الإتفاق، إستخدمت الإدارة الأمريكية أسلوب المكر والخداع ودس السم في العسل حيث خططت لعمل لقاء بين مبعوثها الخاص وبين وفد من قيادة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، فلم يكن ذلك اللقاء غير طعم قدمته الإدارة الأمريكية للمقاومة الفلسطينية حتى تقبل بمبادرتها ومقترحاتها الجديدة لتمديد المرحلة الأولى من إتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق بقية الأسرى الإسرائيليين والإكتفاء بالتمديد للمرحلة الأولى من الإتفاق دون الدخول في إستحقاق المرحلة الثانية منه التي تعني إنسحاب جيش العدو من محوري صلاح الدين ومحور «فيلاديلفيا» في غزة وغيرها من الإستحقاقات، فكرة لقاء المبعوث الأمريكي مع عدد من قيادة حماس لم تتم بمعزل عن الحكومة الصهيونية أو بدون علمها، الصحيح هو تنسيق مسبق بين الإدارة الأمريكية وبين حكومة كيان العدو على عمل لقاء المبعوث الأمريكي مع وفد من حماس، فالحكومة الصهيونية وإن تظاهرت بالإمتعاض والقلق من الخطوة الأمريكية لكن ذلك من قبيل التمويه والخداع ودواعي الحفاظ على سرية متطلبات سيناريوهات وخطوات التهجير، لأن الإدارة الأمريكية لم تعقد اللقاء مع وفد حماس المفاوض في الدوحة رغبة في السلام وإنهاء معانات الفلسطينيين في غزة ورغبة في إعادة الإعمار، بل الخطوة الأمريكية في لقاءها مع وفد حماس هي فصل من فصول سيناريوهات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وينتهي مفعول اللقاء مع بداية دخول الفصل التالي من مخطط التهجير حيز التنفيذ، لأن الرئيس الأمريكي مصر على رأيه ومصمم على المضي في مخططه بشتى الطرق،فقد أعتبر عقد القمة العربية في القاهرة ومانتج عنها من مقررات خروجاً على بيت الطاعة الأمريكية من قبل الأنظمة العربية التي تعودت الإدارات الأمريكية المتعاقبة منها السمع والطاعة وتقبل كل ماتوجهه وتراه منهم ، فالرئيس الأمريكي سخر من مقررات الجامعة العربية ولم يعرها أية إهتمام، المسار الآخر:
ب-- أوعزت الإدارة الأمريكية إلى الحكومة الصهيوني بغلق معبر «كرم أبوسلم» الذي تدخل منه المواد الإغاثيةوالمساعدات الدولية إلى الفلسطينيين في غزة، كان الهدف من غلق المعبر هو الضغط على الفريق المفاوض الفلسطيني للقبول بالمبادرة الأمريكية.
2-- إشعال النزاعات والخلافات والحروب الداخلية في كل من لبنان وسوريا لتجد أمريكا امامها الفرص لخلق المبررات لتهجير أبناء غزة ولو على مراحل وتحت نار هادئة، وهذا ماشهدناه في الأحداث التي جرت في الساحل السوري والمناوشات على الحدود اللبنانية بين جماعة«الجولاني» والسكان اللبنانين القريبين من الحدود بين البلدين.
3-- شن القوات الأمريكية العدوان على اليمن تحت مبرر حماية طريق الشحن التجاري في البحر الأحمر، لكن كان هناك أهداف أخرى من العدوان وهي من ضمن سيناريوهات التهجير لأبناء غزة، من ضمن أهداف العدوان الأمريكي هو تحييد التدخل اليمني المساند للشعب الفلسطيني سواء بفرض الحصار مرة أخرى على التجارة الصهيونية عبر البحر الأحمر أو بتحييد التدخل الصاروخي والطيران المسير ضد العدو الصهيوني في حالة معاودة العدوان على قطاع غزة، فلم يكن العدوان الأمريكي على اليمن غير فصل من فصول سيناريوهات تهجير الشعب الفلسطيني والهدف منه تحييد الجبهة اليمنية في وقوفها مع الشعب الفلسطيني كما تم تحييد مقاومة حزب الله، ومن الملاحظ إن الإدارة الأمريكية شنت حملة إعلامية مركزة على اليمن مصاحبة لعدوانها العسكري دشنها الرئيس الأمريكي وكبار مساعدية ووزرائه، كان الهدف من الحملة الإعلامية الأمريكية هو عرقلة وتثبيط أية ردود عسكرية يمنية ضد الضربات الأمريكية وبالتالي تشترط أمريكا وقف عدوانها العسكري بوقف اليمن حصاره للسفن الصهيونية وكف قصفه للكيان الصهيوني بالصواريخ والطيران المسير في حال معاودة العدوان على غزة.
4-- الفصل الرئيسي في من فصول سيناريوهات تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة تم من صبيحة يوم أمس الثلاثاء عند ماشن الجيش الصهيوني عدواناً غادراً على أبناء غزة والذي راح ضحيته مئات القتلى والجرحى خلال- ساعات معدودة - جلهم من الأطفال والنساء، فالعدوان الصهيوني الجديد هو عدوان أمريكي بالمقام الأول تم وفقاً لمقتضيات مخططات أمريكية بهدف مضايقة الفلسطينين وإمعان القتل في صفوفهم وإجبارهم- تحت القصف والتجويع- على النزوح ليس هذه المرة إلى جنوب القطاع بل إلى خارجه، فكل مساحة قطاع غزة مسرح عمليات حربية صهيونية، هذا مايريد الرئيس الأمريكي تحقيقه وعلى مراحل حتى تصفية غزة وتفريغها من سكانها لتكون منطقة أمنية عسكرية صهيونية بدواعي ومبررات حماية مستوطنات ومغتصبات غلاف غزة وتوفير الأمن لدولة «إسرائيل»، لم تنتهي السيناريوهات بل هناك بقية تتعلق بترتيب أمن المنطقة والتهيئه لخلق شرق أوسط جديد تهيمن فيه دولة «إسرائيل» على المنطقة العربية برمتها،
لكن السؤوال هل سوف تنجح المخططات والسيناريوهات الأمريكية بتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة؟
الجواب لن تنجح وسوف تنتهي بالفشل، فمن خلال المعطيات من حيث رفض وفد حماس قبول المقترحات والمبادرة الأمريكية الجديدة بتمديد الفترة الأولى من وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى اليهود من قطاع غزة، وفشل تحييد الجبهة اليمنية في فك حضر السفن التجارية الصهيونية عبر البحر الأحمر وفشل تحييد التدخل العسكري اليمني المساند للشعب الفلسطيني، يتضح من ذلك ظهور مؤشرات قوية لفشل مخططات التهجير الأمريكية، والعدوان الصهيوني الجديد على أبناءغزة سوف تفشل حتماً مخططات التهجير وسوف يفشل كيان العدو الصهيوني في عدوانه الجديد على قطاع غزة بفضل صبر وصمود وعطاء وتضحيات المظلومين من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وفي مخيمات الضفة الغربية ولن تذهب دماء الأبرياء من الأطفال والنساء في غزة ومخيمات الضفة الغربية وفي اليمن هدراً، وسوف تنبت تلك الدماء والأشلاء المحترقة الحرية والإستقلال للشعب الفلسطيني ولانامت عيون الجبناء والمتخاذلين والخونة والمتآمرين على الشعب الفلسطيني وعلى اليمن ولبنان والعراق.