❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗
يكتبها : محمد علي الحريشي
لم يفاجأ اليمنيون بالغارات الأمريكية والبريطانية الجديدة على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات مساء السبت «15 أذار/مارس 2025» ولم تحقق الغارات الجوية المعادية الأهداف الأمريكية الآنية المطلوبة مثل تحقيق عنصر المفاجئة وخلق حالة الصدمة النفسية وهروع الجمهور إلى الملاجىء وبدرومات المنازل ولم يحدث إفراغ لشوارع العاصمة صنعاء وشوارع عواصم المحافظات المستهدفة بالقصف من المارة، ولم يحدث نزوح جماعي من العاصمة صنعاء إلى بقية المحافظات خوفاً من القصف ونجاة بأجسادهم ، بل سارت الأمور الحياتية على طبيعتها وحيويتها وحركتها المعتادة في الشوارع العامة وبنفسم الزخم ولم يتغير أي شيء من مظاهر الحياة والحركة، كان الجديد في القصف الأمريكي البريطاني الليلة على العاصمة صنعاء هو تعمد قصف الأحياء السكنية من أجل إحداث أضرار بشرية ومادية في صفوف المدنيين الأبرياء، لأنهم جربوا خلال عدوانهم على صنعاء وعلى عدد من المحافظات اليمنية خلال فترة عملية طوفان الأقصى إن قصفهم للأماكن العسكرية التي تم قصفها عشرات ومئات المرات لم يأتي بنتيجة ولم يحقق لهم ما يرجون تحقيقة من أهداف.
الجديد في القصف الأمريكي اليوم على اليمن هو الهالة الإعلامية الأمريكية الكبيرة المصاحبة للعملية العسكرية والإستعداد التام والتهيأة المسبقة للقنوات الإعلامية التي تسير في الركب الأمريكي والصهيوني مثل قنوات العربية والحدث والجزيرة وسكاي نيوز الإماراتية اللواتي فرغن جزئاً كبيراً من مساحاتهن الإعلامية خاصة في صدر نشراتهن الإخبارية لشن حملة إعلامية مركزة إستخدمت أساليب الحرب الدعائية الإعلامية التي تستخدم التهويل والتثبيط والتخويف في نفوس اليمنيين من شدة الضربات والقصف وفاعليته وجديته وعدم التراجع عنه وإستمراريته لعدة أيام وأسابيع قادمة حتى تحقيق الأهداف الأمريكية في القضاء على القدرات العسكرية للحوثيين، وقد ركز ذلك الإعلام الموجه على أجزاء وعبارات من تصريح الرئيس الأمريكي ترامب موجهة ضد اليمن، وكانت أحقر القنوات الفضائية هي قناة العربية والحدث اللتان أعادتا وكررتا مشاهد من صور إنطلاق الطائرات الحربية من حاملات الطائرات الأمريكية« U S S هاري ترومان» في البحر الأحمر وهي تغير على اليمن، وهي حرب أعلامية موجهة ضد اليمنيين، لكنهم بغباءهم وغرورهم نسوا إن الشعب اليمني قد تجاوز مفاعيل الحرب الإعلامية وتخطاها من عام 2015 ولم تعد تلك الحركات والبروبوغاندا الإعلامية التي قامت عليها حرب الدعاية الإعلامية الأمريكية في كسب جولات عدوانها على الشعوب وخلق حالة الصدمة والرعب وتجميد الدماء في الشرايين، لم تعد تكسب أي تاثيرات نفسية في صفوف اليمنيين، من جانب آخر إستخدمت أمريكا أسلوب الكذب والخداع وحرب الدعاية بقولها إنها «قصفت الليلة قواعد عسكرية ورادارات وأماكن تواجد القوات الصاروخية والطيران المسير» في العاصمة صنعاء، وكل ذلك هراء وكذب ولم يقصفوا إلا بيوت المواطنين البسطاء وسببوا بقتل البعض منهم وجرح البعض الآخر بجروح بليغة وحروق جراء إنفجار القنابل وتهديم المناول بسبب الصواريخ الساقطة على رؤوس المواطنين الأبرياء، هل لو كان تم قصف مخزن الصواريخ أو الطائرات المسيرة كما يدعون فكيف كان ستنبعث الحرائق والسحب السوداء من الدخان المنبعث لعدة ساعات لتعم المنطقة المحيطة جراء إنفجار تلك الأسلحة وإحتراقها، لوحدث ذلك بالفعل فكيف كان سيوظف الإعلام الأمريكي والإعلام المنافق المعادي تلك الصور ويغطيها على مدار الساعة مثلما إستغلوا إعلامياً وغطوا على مدى أيام عديدة الحرائق والسحب الدخانية المنبعثة من محطات الوقود بميناء الحديدة التي قصفها الطيران الصهيوني بعد دخول اليمن في معركة طوفان الأقصى، لماذا الليلة لم نشاهد في قنوات العربية وأخواتها الحرائق وسحب الدخانية المنبعثة من القواعد الصاروخية ومحطات الرادارات العملاقة التي زعموا أنها تعرضت للقصف الأمريكي البريطاني في العاصمة صنعاء،
تحية لقناة روسيا اليوم الإخبارية الناطقة بالعربية التي غطت القصف الأمريكي البريطاني على اليمن تغطية إعلامية واسعة بحرفية وحياد وموضوعية، للأسف حتى بعض المحللين السياسين والخبراء الأمريكيين كانوا موضوعيين وحرفيين في تحليلاتهم السياسية عن القصف الأمريكي على اليمن مقارنة بمحللي قنوات الجزيرة والعربية من المحسوبين أنهم عرب.
على أي حال القصف الأمريكي البريطاني اليوم على العاصمة صنعاء وبعض من محافظات الجمهورية لايشكل حالة جديدة بالنسبة للشعب اليمني ولن يتميز عن القصف الذي تم في عهد الإدارة الأمريكية السابقة ولن يتأثر الشعب اليمني بالدعايات الإعلامية المصاحبة وقد جاء البيان الإعلامي الصادر عن المجلس السياسي الأعلى وتصريح الناطق الرسمي رئيس الوفد المفاوض اليمني الأستاذ محمد عبد السلام على الضربات الأمريكيةالبريطانية المعادية كان فيه رداً وافياً وشاملاً على كل تلك التخرصات والحرب الدعائية الإعلامية المصاحبة للقصف الأمريكي، ويكفي منه عبارة واحدة وهي «لن يمر العدوان الأمريكي على اليمن من دون رد».
القصف الأمريكي ضد اليمن يخدم الأجندات الصهيونية بالمقام الأول والأمريكي يعلم إن حربه خاسرة في اليمن ولن تحقق له مايريد فقد هزم اليمنيون أمريكا على رمال وصخور اليمن يوم أن كانت صواريخنا وطائراتنا المسيرة لايتجاوز مداها بضع عشرات من الكيلو مترات، أما اليوم فإن القواعد العسكرية الأمريكية وبوارجها العسكرية ومصالحها الإقتصادية في المنطقة من المحيط الهندي جنوباً حتى البحر الأبيض المتوسط شمالاً كلها في مرمى النيران اليمنية، وعلى نفسها جنت براقش «أمريكا» وعليهم أن يستعدوا لدفع ثمن سفكهم لدماء الأبرياء من المؤمنين والمؤمنات في هذا الشهر الكريم المبارك.
