❗خاص❗
❗️sadawilaya❗
فتحي الذاري
في خضم الأحداث المتسارعة في المنطقة، يؤكد موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من العدوان الصهيوني الأمريكي على سوريا ولبنان تباينًا حادًا بين الأقوال والأفعال فقد أعلن أردوغان مؤخرًا من المجمع الرئاسي في أنقرة عن إدانته بأشد العبارات للهجمات التي تستهدف وحدة واستقرار سوريا، معربًا عن دعمه للرسائل التي أرسلها الرئيس السوري أحمد الشرع والتي تحمل طابع الاعتدال والتهدئة. إلا أن هذه التصريحات تأتي في وقت تتصاعد فيه الاعتداءات العسكرية على الأرض، مما يطرح تساؤلات عدة حول نوايا أنقرة الحقيقية
تبدو الكلمات القوية الموجهة إلى العدوان الصهيوني متناقضة تمامًا مع سلوك تركيا العسكري في منطقة شمال سوريا، حيث تُشير التقارير إلى تنفيذ غارات تركية على مواقع الجيش السوري. هذه الاعتداءات لا تتجاهل فقط وجود عواقب إنسانية وخيمة، بل تؤكد أيضًا على الانحياز المستمر لأنقرة إلى جانب القوى ذات الأجندات الخاصة، مما يضعف موقفها في الساحة الدبلوماسية.
تؤكدالتوترات بين الفصائل المسلحة، كما يتضح من استمرار الصراع بين الجيش الوطني السوري بقيادة أبو عمشة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حالة من الفوضى. العلاقة المتقلبة بين هذه الفصائل تزيد من تعقيد المشهد، حيث تحولت قسد إلى تحالف مع الحكومة السورية، مما يؤدي إلى أزمة جديدة تنذر بعواقب وخيمة على التوازن العسكري في البلاد. ومع أن أردوغان يرحب بالاعتدال الذي يتسم به الشرع، فإن الواقع على الأرض يكشف عن تحولات مقلقة واضحة تؤثر على مصير المناطق المتأزمة.
في السياق، تُظهر التهديدات التركية بشأن "إعادة رسم الخرائط" في سوريا خطرًا واضحًا على استقرار البلاد. يجب علينا أن نتساءل كيف يمكن لتصريحات مثل هذه أن تتماشى مع الانتهاكات المتزايدة التي تتعرض لها وحدات الجيش السوري بينما لا يتخذ أردوغان موقفًا حازمًا ضد الغارات الإسرائيلية المستمرة. إن تغاضي تركيا عن هذه الاعتداءات يطرح تساؤلات جدية حول مدى تحالف أنقرة مع تل أبيب، لاسيما في سياق توظيف تلك الاعتداءات لتوجيه رسائل إلى خصومها الإقليميين تحمل الجغرافيا السورية في طياتها مشهدًا معقدًا من الصراعات والمصالح المتضاربة حيث تُعد دماء سكان الساحل السوري، ولا سيما الطائفتين العلوية والشيعية، قُربانًا لحفظ وحدة البلاد إن خروج هذه الشرائح العربية، التي شكلت تاريخيًا بوابة العروبة، للقتال ضد المد الصهيوني التكفيري يؤكد أهمية سيادتهم على الأرض. ومع ذلك، يتم استغلالهم اليوم في صراعات خارجية، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية.
ويجب أن نعترف بأن الواقع السريالي للسياسة التركية في المنطقة لا يمثل فقط أزمة أخلاقية، بل أيضًا عائقًا كبيرًا أمام الحلول الدائمة والموحدة للأزمة السوريةو تحتاج أنقرة إلى إعادة تقييم سياساتها، والبحث عن تعاون حقيقي قائم على السلام والأمن بدلاً من اللعب في منطقة الأزمات التي قد تؤدي إلى المزيد من الانزلاق نحو الفوضى والانهيار.