
استأنف العدو الإسرائيلي، فجر اليوم، عدوانه على قطاع غزة بسلسلة غارات واسعة وأحزمة نارية، ما أسفر عن وقوع أكثر من 326 شهيداً ومئات المصابين والمفقودين معظمهم من الأطفال والنساء، كحصيلة أولية، في حين لا يزال آخرون تحت أنقاض المنازل المستهدفة، بحسب وزارة الصحة في غزة.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي إنه «تعذّر وصول عدد كبير من الشهداء إلى المستشفيات حتى الآن بفعل صعوبة الوضع الإنساني الميداني وشلّ قطاع المواصلات بسبب انعدام توفر الوقود في جميع محافظات قطاع غزة، ومعظم هؤلاء الشهداء والمفقودين من النساء والأطفال والمسنين»
وعلى الإثر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنّ هذه الغارات التي نفّذت بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس «تأتي في أعقاب رفض حماس المتكرّر إطلاق سراح رهائننا ورفضها لكلّ المقترحات التي تلقّتها من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف والوسطاء»، محذرة، في بيان، من أنّ «إسرائيل ستتحرّك الآن ضدّ حماس بقوة عسكرية متزايدة».
إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أنّ إسرائيل استشارت إدارة الرئيس دونالد ترامب قبل أن تستأنف عدوانها على غزة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت لشبكة «فوكس نيوز» إنّ «الإسرائيليين استشاروا إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة»، مشدّدة على أنّه «كما أوضح الرئيس ترامب، فإنّ حماس والحوثيين وإيران وكلّ من يسعى لترويع ليس إسرائيل فحسب، بل الولايات المتحدة أيضاً، سيدفع ثمناً باهظاً - أبواب الجحيم ستُفتح على مصراعيها».
إسرائيل «تنقلب» على الاتفاق
بدورها، اتّهمت حركة «حماس» الحكومة الإسرائيلية بـ«الانقلاب» على اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الحركة في بيان إنّ «نتانياهو وحكومته النازية يستأنفون العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة»، مضيفة أن «نتانياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قراراً بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول».
واعتبر عضو المكتب السياسي في «حماس» عزّت الرشق أن «قرار نتانياهو بعودة الحرب هو قرار بالتضحية بأسرى الاحتلال وحكم بالإعدام ضدّهم»، مضيفاً أنّ «تانياهو قرّر اسئناف حرب الإبادة بوصفها قارب نجاة له من الأزمات الداخلية».
وطالبت «حماس» الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالانعقاد العاجل لأخذ قرار «يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه».
من جهتها، أكدت حركة «الجهاد الإسلامي» أن «هذا العدوان لن يمنح العدو يداً عليا على المقاومة، لا في الميدان ولا في المفاوضات، ولن يخرج نتنياهو وحكومته النازية المتعطشة للدماء من أزماتها التي تهرب منها، بل سيزيدها ضعفاً وسيراكم من فشلها، وتخرج منه صاغرة ذليلة».
«أنصار الله» تستهدف «هاري ترومان»
أدان المجلس السياسي الأعلى لحركة «أنصار الله» العدوان على غزة، وحمّل، في بيان اليوم، «العدو الصهيوني والأميركي المسؤولية الكاملة عن نقض اتفاق وقف إطلاق النار وإفشال كل الجهود للانتقال للمرحلة الثانية، وكذا إعادة عسكرة البحار وتوتير الأجواء في المنطقة».
وحذر من أن «عليهم تحمل تداعيات وتبعات ذلك مهما كان حجمها».
إزاء ذلك، استهدفت القوات المسلحة اليمنية حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس هاري ترومان» شمالي البحر الأحمر بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيرتين، إضافة إلى مدمرة أميركية بصاروخ مجنح وأربع طائرات مسيرة.
وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة يحي سريع إن «الاستهداف لحاملة الطائرات يعد الثالث خلال 48 ساعة الماضية وقد أصيب العدو بحالة من الإرباك مما دفع بالعديد من قطعه الحربية إلى التراجع باتجاه منطقة شمال البحر الأحمر وتم إفشال هجوم جوي كان يُحضر له ضد بلدِنا».
وحمّل، في بيان، «المعتدي الأمريكي كافة التداعيات جراء عسكرة البحر الأحمر وتوسيعِ دائرة المواجهة باستمراره في شن العدوان على اليمن وبما يؤثر سلباً على حركة الملاحة الدولية»، مؤكداً أن «القوات المسلحة اليمنية لن تتوقف عن استهداف كافة الأهداف المعادية في البحرين الأحمر والعربي حتى يتوقف العدوان على بلدنا».
كما شدد على أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في حظر مرور السفن الإسرائيلية من منطقة العمليات المعلن عنها حتى رفعِ الحصار عن قطاعِ غزة.
ويأتي استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد شهرين من إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، وانتهاء المرحلة الأولى منه في الأول من آذار، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، في ظل استمرار الحصار وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية.
والأحد، أوعز نتنياهو إلى فريق التفاوض بالاستعداد لمواصلة المحادثات في القاهرة على أساس رد الوسطاء على اقتراح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بالإفراج الفوري عن إحدى عشرة رهينة أحياء ونصف الرهائن القتلى، وذلك بعد مفاوضات غير مباشرة الأسبوع الماضي في الدوحة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، ومغادرة الوفدين الدوحة الجمعة دون إحراز تقدّم.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من شهر تشرين الأول 2023 إلى 48,572 شهيداً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى 112,032 جريحاً، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.