وفاء الكبسي
تتزاحم العبرات وتتصارع الكلمات في داخلي وتعجز عن وصف مدى الحزن والألم في فقد القائد التاريخي، أسطورة عصرنا سيد الشهداء سماحة السيد حسن نصر الله، التي تشرفت به الشهادة حينما احتضنت هذا العبد الصالح الذي لطالما كان قبلة للثائرين وسيفا للفاتحين وملهمًا لكل المجاهدين المؤمنين بنصر الله اليقين.
في يوم التشييع سخيِّ الدمع وأنسكب، وحق للعيون أن تبكيه وأن تنحب، فقد هوى نجم وما أدراكم ما النجم إذا هوى، وترجل فارس طالما لخيل الله اعتلى، ونصرة دينه رابط وثوى، المصاب جلل ولكن عزائنا أنه رحل عنا جسدا لا روحا، فكلما أفل نجم طلع نجم آخر وسطع؛ لأن مسيرة الله ولادة فها هو السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- نجم وعلم سطع في سماء الأمة فكان لها الحصن المنيع وبوابة الدفاع عنها، وهذا عزائنا في رحيل نجم آل محمد شهيد الإسلام والإنسانية.
صنعاء اليوم توشحت بالحزن؛ وجدد اليمنيون العهد والقسم، بأن يبقوا على منهج شهيد الأمة سالكين سبيله في نصرة الإسلام وطريق الإيمان، محافظين على قيمه ومبادئه وأن يقابلوا الوفاء بالوفاء، فلن ينسوا أبدا كيف كان صوت اليمن وسيفها والمدافع عنها في حين صمت العالم بأكمله، وكيف كان الوفي لكل ذي مظلمة، فكان اليماني في ردع عدوان واشنطن وأدواتها، وكان العراقي في مواجهة احتلال أمريكا وجحافلها، والسوري في حماية شام الأمة من السقوط بيد أعدائها، المقدسي في الجهاد مع فلسطين وشعبها والذود عن المقدسات ومجاهديها، فكان الإنسان العابر للجغرافيا والأعراق والأديان والمذاهب، يصول ويجول؛ لنجدة من استنجد به ونصرة من استنصره وإغاثة من استغاثه، فكان من الطبيعي أن تمتلئ الأرض وفاءً له، وتتقاطر البشرية من كل الأطياف إلى “الضاحية المقدسة”؛ ليكون يوم مواراة جثمانه يوم تجديد العهد والمواثيق للسيد حسن نصرالله.
إلى السيد الشهيد حسن نصر الله، القائد والأب والمعلم، لا نقول وداعًا، بل نقول: إلى اللقاء مع انتصار الدم على السيف، إلى اللقاء في الشهادة، وإلى اللقاء في جوار الأحبة، إلى اللقاء يا من كُنت سندًا لليمن حين خَانها الجميع يا من كنت مقاومًا شجاعًا مدافعًا عن فلسطين إلى اللقاء سيدي الشهيد.