أكّد الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي»، مارك روته، أن الحرب التجارية التي يلوح بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن تؤثر على «القوة الرادعة» للتحالف، في حين ترنّحت مواقف «الاتحاد الأوروبي» بين الحزم والرغبة بالحوار مع واشنطن.
وأشار روته، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى أنه «كانت هناك دوماً مشاكل بين الحلفاء»، معرباً عن «قناعة مطلقة بأن ذلك لن يؤثّر على عزمنا الجماعي على إبقاء قدرتنا الرادعة قوية».
واعتبر أنّ «أفضل شيء يمكن أن يفعله الغرب هو أن يبقى متّحداً»، معرباً عن اعتقاده بأن «الفكرة نفسها ما زالت سائدة في الولايات المتحدة، بما في ذلك في البيت الأبيض».
وفي ما يخص تهديد ترامب بالسيطرة على غرينلاند، قال روته «ما هو مفيد للغاية هو أن ترامب نبّهنا إلى حقيقة أنّه عندما يتعلق الأمر بأقصى الشمال، هناك قضية جيوسياسية واستراتيجية على المحكّ»، مؤكداً أن التحالف سيحث «بشكل جماعي عن أفضل طريقة لضمان قدرتنا على مواجهة تلك التحديات».
«الاتحاد الأوروبي»... بين الحزم والحوار
وفي السياق نفسه، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في «الاتحاد الأوروبي»، كايا كالاس، خلال اجتماع غير رسمي لقادة دول وحكومات الاتحاد في بروكسل، أننا «بحاجة إلى أميركا وأميركا بحاجة إلينا»، مشيرةً إلى أن «الرسوم الجمركية تزيد التكاليف، وهي ليست في صالح الوظائف وليست أيضاً في صالح المستهلكين، هذا واضح».
بدوره، حذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من أنه «إذا تعرضنا لهجوم حول المسائل التجارية، فسيكون على أوروبا، كقوة ثابتة على موقفها، أن تفرض احترامها وبالتالي أن ترد».ورأى المستشار الألماني أولاف شولتس، من ناحيته، أن «الولايات المتحدة وأوروبا تستفيدان من تبادل بضائع وخدمات، وإن عقدت السياسة الجمركية ذلك الآن، فسيكون الأمر سيئاً للجتهين».
وإذ أشار إلى قدرة الاتحاد على «الرد بفرض سياسات جمركية»، شدّد شولتس على أن «الهدف ينبغي أن يكون إعطاء الأولوية للتعاون».
من جانبه، أكد رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، على أهمية «بذل كل ما بوسعنا لتفادي (...) هذه الحروب التجارية غير المجدية إطلاقاً»، مشدّداً، في الوقت نفسه، على ضرورة «ألا تغيب عن أذهاننا مصالحنا خلال أي محادثات مع أصدقائنا الأميركيين، وألا نتخلى عن احترامنا لأنفسنا وثقتنا في أنفسنا».