أعلنت «إدارة العمليات العسكرية» في سوريا إسناد منصب رئيس البلاد في المرحلة الانتقالية إلى أحمد الشرع المعروف بـ«أبو محمد الجولاني»، وذلك بعد أقل من شهرين على الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.
جاء هذا خلال «مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية» الذي أقيم في دمشق، مساء أمس، وحضره قادة الفصائل المسلحة الأعضاء في «إدارة العمليات العسكرية»، بينهم قادة «هيئة تحرير الشام»، و«حركة أحرار الشام»، و«جيش العزة»، و«جيش النصر»، و«أنصار التوحيد»، و«فيلق الشام»، و«جيش الأحرار»، و«جيش الإسلام»، و«حركة نور الدين الزنكي»، و«الجبهة الشامية».
هذا الإعلان كان مفاجئاً للسوريين في توقيته، ولكنه كان متوقعاً منذ أن صرّح الشرع بعد سقوط النظام بأن «الدستور الجديد للبلاد، وما يليه من انتخاب رئيس للبلاد من قبل الشعب، سيستغرق بين الـ 3 و4 سنوات». ومع تتالي زيارات الوفود العربية والغربية إلى سوريا للقاء زعيم الإدارة الجديدة، ورسم خطوط مستقبل العلاقات مع سوريا عبره، بات جلياً أن المشهد القادم سيكون فيه أحمد الشرع رئيساً للبلاد في مرحلتها الانتقالية.
ولعلّ أبرز مطالب الشارع السوري في الوقت الراهن من الرئيس الشرع؛ وقف أعمال الفوضى التي تعاني منها المحافظات منذ سقوط النظام، خاصةً في حمص واللاذقية وطرطوس، ووضع حدّ لانتشار المظاهر المسلحة في الأحياء السكنية، والمداهمات العشوائية لمنازل المدنيين، والاعتقالات دون تهمٍ تُذكر.
وحول ذلك يقول أحمد من مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية لموقع «الأخبار» إن «إسناد منصب رئيس المرحلة الانتقالية إلى الشرع جاء مطمئناً للسوريين، لأن الفوضى التي شاعت أخيراً أشعرت المواطنين أن البلاد بلا رقيب ولا حسيب، بسبب شغور الكرسي الرئاسي في مشهد لم يعتد عليه السوريون منذ أكثر من 50 عاماً».
وفي هذا السياق، اعتبر جابر الذي يعيش في العاصمة دمشق، في حديث مع موقع «الأخبار»، أن «الرئيس الجديد هو المسؤول الأول عن أي انتهاك قد يحصل من الآن فصاعداً، وما يجب فعله هو العمل على بناء دولة حقيقية، وإذا كان الشرع يريد أن يثبت للعالم أنّه خرج من عباءة التطرف، فهذه فرصته».
في المقابل، لم يستطع «التلغرام» إقناع سوريين آخرين بأنّ كرسي الرئاسة لم يعد شاغراً، كـ هالة التي تعيش في محافظة حلب، والتي أوضحت لموقع «الأخبار» أنها رأت خبراً مهمّاً كهذا خلال قراءتها لمخرجات لقاء الفصائل عبر منصة «تلغرام»، في ظلّ غياب قناة تلفزيونية رسمية عن بثّ الخبر للمواطنين.
ولفتت هالة إلى أن «مثل هذه التفاصيل قد لا تحسبها الإدارة الجديدة مهمة، ولكنها في جوهرها ترسم الصورة العامة في أذهان السوريين حول من يحكمهم»، متسائلةً: «هل من دولة نصّبت رئيساً عبر تلغرام وفيسبوك؟».
وفي جولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اجتمعت الآراء على أن إعلان الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية هو إجراء ضروري لقيادة المرحلة المقبلة، ولكن التّباين كان حول قدرته على التحكم في الفصائل المسلحة من سوريين وأجانب، وضبط أعمالهم الفردية، بالإضافة إلى مهمة إرساء قواعد دولة جديدة في هذه المرحلة، بعد حلّ الجيش والقوى الأمنية، وتعطيل الدستور.