تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة ومخيم جنين لليوم الرابع على التوالي، ما أسفر عن استشهاد 12 فلسطينياً وإصابة واعتقال العشرات ودمار كبير في البنية التحتية وممتلكات الأهالي.
وفرض جيش الاحتلال حظراً كاملاً للتجوّل على المخيم ومنع الدخول والخروج منه، في وقت يدفع بتعزيزات عسكرية مترافقة مع جرافات من نوع D10 إلى داخل مدينة جنين ومحيط المخيم، حيث تمركزت في شارع حيفا.
وأفادت وكالة «وفا» أن قوات الاحتلال اقتحمت، صباح اليوم، بلدة قباطية جنوب جنين، وحاصرت منزلاً، مطلقة قذائف «إينيرجا» باتجاهه، فيما وقعت مواجهات عنيفة في البلدة، إضافة إلى اقتحامها بلدات الناقورة شرق نابلس، ودورا جنوب الخليل، وتجريفها مدخلي بلدتي السيلة الحارثية واليامون غرب جنين.
وكانت جرافات الاحتلال قد دمّرت الشارع الرئيسي لمستشفى جنين الحكومي، وأغلقت مداخله بالسواتر الترابية ما جعل نقل الجرحى والمرضى إليه شبه مستحيل، كما أقدمت على تجريف وتدمير شارع حيفا الواصل بين القرى الغربية ومدينة جنين، ما يعني صعوبة الدخول والخروج منه.
وطوقت القوات محيط مستشفيي الرازي وابن سينا، وقطعت التيار الكهربائي عن كامل أحياء المخيم وأجزاء من المدينة، ما أدى لانقطاعها في مستشفيي ابن سينا وجنين الحكومي، إضافة إلى منعها إدخال الوقود المشغل لمولدات الكهرباء في أقسام المستشفيات.
تهجير واعتقالات
وأجبرت قوات الاحتلال معظم أهالي المخيم على النزوح خارجه بالقوة، وبدأت بهدم منازل على أطرافه وإحراق أكثر من 5 منازل، فيما أعاق الاحتلال عمل طواقم الدفاع المدني في الوصول إلى المنازل المحترقة لإخمادها.
وفي هذا الإطار، أشار نائب محافظ جنين منصور السعدي، في تصريحات صحافية، إلى إجبار الاحتلال مئات الأشخاص على النزوح من المخيم، حيث فتح ممراً واحداً يضطرون فيه إلى المرور عبر كاميرات لفحص بصمات العين والوجه، حتى وصولهم إلى دوار العودة غرب المخيم.
كما تشن قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة، حيث اعتقلت عدداً من المواطنين من شارع نابلس، وأحياء من المخيم، كما أخضعت عدداً من المواطنين للتحقيق الميداني، ونصبت قناصتها على البنايات العالية المطلة على المخيم بعد إحكام السيطرة عليه وعزلة عن بقية المدينة.
وتستمر طائرات الكواد كابتر المسيرة والمزودة بمكبرات الصوت التحليق في سماء المخيم، والمناداة على الأهالي، وإلقاء منشورات تهديدية.