حثّت حركة «حماس»، اليوم، السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية على الاستنفار والانخراط في المواجهة ضدّ العدوان الإسرائيلي، على مخيم جنين، في الضفة الغربية المحتلة.
وقال رئيس حركة «حماس» في الضفة الغربية المحتلة، زاهر جبارين، في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، إن «الاحتلال وقادته، وعلى رأسهم المجرم نتنياهو، يريد أن يستمر القتال على إحدى الجبهات لكي يستمر حكمه ويبقى في السلطة». وأكد أنه «إذا سمى الاحتلال الحملة على جنين الأسوار الحديدية، فلدى أبناء شعبنا الفلسطيني إرادة فولاذية»، مشدداً على أنه «لا خيار أمام الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس وأراضي 1948 إلا المقاومة».
وإذ لفت إلى عدم وجود «أدوات مقاومة كالصواريخ والأسلحة والمتفجرات» لدى الفلسطينيين في الضفة، طالب جبارين «أبناء الأجهزة الأمنية الذين يمتلكون عشرات الآلاف من قطع السلاح، وكل أبناء الشعب الفلسطيني، بالانخراط في هذه المواجهة».
وفي هذا السياق، دعا جبارين «أبناء حركة فتح، وكل الفصائل، إلى أن يدركوا أن الاحتلال لا يفرّق بين أي طفل فلسطيني بناءً على انتمائه»، مطالباً السلطة الفلسطينية بـ«إعلان حالة الاستنفار فوراً، والدعوة إلى مؤتمر وطني فلسطيني موحد».
حكومة السلطة تُدين... وتلاحق المقاومين!
بدورها، أدانت الحكومة الفلسطينية، في بيان، «الإجراءات الإسرائيلية العدوانية بحق شعبنا، وآخرها عدوان الاحتلال على مدينة جنين ومخيمها»، إضافة إلى «نصب الاحتلال حواجز وبوابات حديدية جديدة لعزل القرى والمدن الفلسطينية بعضها عن بعض، وإطلاق اليد لإرهاب المستعمرين».
وأعلنت تكليف «اللجنة الوزارية للأعمال الطارئة بتعزيز تدخلاتها في المناطق المستهدفة باعتداءات جيش الاحتلال والمستعمرين، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز صمود أبناء شعبنا في أرضهم».
وفيما كانت الحكومة تندد بالعدوان على جنين، أفادت وسائل إعلام فلسطينية عن ملاحقة أجهزة السلطة في جنين المقاومين الجرحى برصاص الاحتلال في المستشفى الحكومي لاعتقالهم، مشيرةً إلى انسحابها بمجرد بدء العدوان الإسرائيلي على المخيم، بعدما كانت تنتشر عند مداخله منذ أكثر من شهر.
... والتعزيزات العسكرية مستمرة
إلى ذلك، حذّر محافظ جنين كمال أبو الرب من أن «الهدف واضح وهو تدمير مخيم جنين»، مبيّناً أن «التعزيزات العسكرية الإسرائيلية تصل في كل لحظة إلى المدينة ومحيط المخيم (...) والجرافات العسكرية التي وصلت لم نشهد لها مثيلاً من حيث العدد من قبل».
وقال أبو الرب، في بيان، إن «قوات الاحتلال تستهدف كل شيء في جنين، حيث قصفت قبل قليل موقعاً لمسعفين من دون وقوع إصابات»، محذّراً من أزمة صحية مقبلة، ولا سيما أن «مستشفى جنين الحكومي هو الوحيد في المحافظة، وهو يحتاج إلى تخصصات في العظام والشرايين والباطني، ما سيؤدي إلى ضغط عليه وخاصة مع ازدياد أعداد الإصابات».
كما أوضح أن «المراكز الصحية في بلدات المحافظة وقراها تعاني أيضاً من نقص الكوادر الطبية، ما يزيد الضغط على مستشفى جنين الحكومي».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن، صباح اليوم، البدء بتنفيذ «عملية عسكرية واسعة» في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، ما أدى إلى استشهاد تسعة أشخاص حتى الآن، وإصابة أكثر من 40.