وصل، صباح اليوم، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مطار بيروت الدولي حيث كان في استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عقد اجتماعاً مطوّلاً معه في قاعة الزوار.
وقال ميقاتي بعد الاجتماع إنّه تحدّث مع ماكرون «عن الأوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، اقتصادياً وفي مجال إعادة الإعمار. كما تحدثنا عن التحديات الراهنة، وكان الرئيس ماكرون متفهماً جداً للأوضاع اللبنانية، واعداً بمتابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة».
ورداً على سؤال عن النية الفرنسية بتأمين الدعم للبنان قال إنّ «الرئيس ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي حصل في تشرين الفائت في باريس لدعم الجيش وإغاثة النازحين. والرئيس ماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل اعادة إعمار الجنوب، ويمكن للجنوب المساهمة فيه».
وعما إذا كان البحث قد تناول موضوع قرب انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان قال ميقاتي إنّ «الاجتماع الأول الذي سيعقده الرئيس ماكرون هو مع الضابطين الأميركي والفرنسي المعنيين بآلية تنفيذ التدابير المتعلقة بوقف إطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701، وبالتأكيد سيطلعنا الرئيس ماكرون في اجتماع بعبدا عند الظهر على نتيجة هذا اللقاء». وأضاف: «أعتقد أنّ الأمور تسير باتجاه إتمام الانسحاب في الوقت المحدد».
وأكد أنّ موضوع الخروق الإسرائيلية تتمّ متابعته مع لجنة تطبيق القرار 1701، كما يتمّ تقديم الشكاوى اللازمة، وهناك وعود بأنّ الخروق ستنتهي مع انتهاء مهلة الستين يوماً نهاية الشهر الحالي».
وعما إذا كان الجانب الفرنسي يمكن أن يضمن الانسحاب الإسرائيلي قال: «لم نتحدث في هذا الموضوع مع الرئيس ماكرون، والجانبان الفرنسي والأميركي يتابعان هذا الملف»، مجدّداً التأكيد أنّ «ماكرون يشدد على أهمية التعاون مع لبنان وحرصه عليه».
ومن المقرّر أن يلتقي ماكرون عند الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم رئيس الجمهورية جوزاف عون في القصر الرئاسي في بعبدا، ويتبع اللقاء غداء عمل عند الساعة الثانية والنصف، على أن يلتقي الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة نواف سلام عند الساعة الرابعة والنصف.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي يزور لبنان مع ماكرون، في البرلمان خلال مناقشة حول السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط «خلال ثلاثة أشهر، ساعدنا لبنان على الانتقال من التصعيد إلى التعافي، وفتح صفحة جديدة من الأمل». وأضاف: «بفضل الدعم الشعبي والإجماع الداخلي الواسع والدعم الدولي، يمكن للسلطة التنفيذية اللبنانية الجديدة أن تعمل بشكل حاسم لاستعادة سيادة الدولة وإعادة بناء لبنان».
وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية في إفادة للصحافيين قبل الرحلة إنّ «الهدف هو التأكيد على أهمية سيادة لبنان، ومساعدته على تحقيق إصلاحات اقتصادية هيكلية من شأنها استعادة الثقة الدولية وضمان وجود حكومة موحدة قادرة على تحقيق التغيير»