منير شحادة
يستعرض المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى قوات "اليونيفيل" ورئيس المحكمة العسـ.ـكرية سابقًا العميد منير شحادة في مقالته لهذا الأسبوع ثلاثة سيناريوهات متوقعة لما يمكن أن يجري في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يومًا التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار، ويؤكد أنه في حال لم تنسحب "إسرائيل" سيكون للمقــاومة كلام آخر، وينتهي إلى أن ثمة ضغوطاً دولية لفرض المعادلة الآتية على المقــاومة: إعادة الإعمار مقابل دفع أثمان في السياسة. وهنا نص المقال:
أصبح واضحاً أنه يجب أن نتحضَّر لمرحلة ما بعد انقضاء مهلة الستين يوماً، حيث إن الإسرائيلي لن ينسحب من جنوب لبنان ولن ينفذ الاتفاقية التي رعتها أميركا وتم التوقيع عليها من قبل الطرفين.
ما موقف اللجنة الخماسية بعد هذا التاريخ والتي رشح عن رئيسها الجنرال الأميركي أنه نصح الطرف اللبناني بإعطاء فرصة أخرى لإسرائيل لكي تنفذ أهدافها قبل انسحابها.
نصح أم لم ينصح، إسرائيل لن تنسحب ولن تنفذ الاتفاقية، وستقف اللجنة هذه ومن خلفها المجتمع الدولي عاجزَين عن إجبارها على التنفيذ وستعجز الدبلوماسية اللبنانية عن الحصول على أي وعود من المجتمع الدولي أو من أميركا لإجبار هذا الكيان المجرم على تنفيذ هذه الاتفاقية.
أقاويل كثيرة تصدر عن من مدعي السيادة في لبنان، تجمع على أن المقــاومة وقَّعت على استسلام أو أنها رضخت لبنود سرية تسمح لإسرائيل بهذه الخروقات. و ما هذه الادعاءات الكاذبة إلا لتلطي هؤلاء خلفها حتى لا يصدروا أي إدانة لهذه الخروقات، إذا لم نقل، إن هذا مطلبهم حتى تبقى إسرائيل ضاغطة على المقــاومة إلى يتحقق مبتغاهم.
هنا يمكننا أن نقول، كما أن إسرائيل حققت في فترة الستين يوماً ما لم تحققه خلال الحر ب، فإن المقــاومة حققت ما لم تحققه خلال الحر ب، فقد ثبت خلال هذه الفترة أيضاً أن لا قوانين دولية ولا قرارات دولية ولا اتفاقيات دولية تحمي لبنان وأن إسرائيل لا شيء ناجع معها سوى القوة ولا شيء غير القوة.
و هنا، وكما تحدث الأمين العام لحـ.ـزب الله الشيخ نعيم قاسم عن أن المقــاومة تعافت وأصبحت جاهزة لأي تطورات في المستقبل القريب وأن على الدولة اللبنانية أن تفاوض مع المجتمع الدول لمرحلة ما بعد الستين يومًا، من منطلق قوة لا من منطلق ضعف، وأن المقــاومة سيكون لها كلام آخر في اليوم الواحد والستين وهي وضعت معادلة: تل أبيب مقابل بيروت في حال اعتـ.ـدت إسرائيل.
ما الكلام الآخر الذي سيكون للمقــاومة في حال لم تنسحب إسرائيل؟
أولاً، يجب أن نقول، إن هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة لما يمكن أن يجري في جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الستين يومًا.
السيناريو الأول: أن تنسحب إسرائيل وتتوقف عن الخروقات وبهذا السيناريو الذي استبعدته لأن احتماله أصبح معدوماً، تكون إسرائيل قد نفذت الاتفاقية.
السيناريو الثاني: أن تنسحب إسرائيل وتبقى خروقاتها مستمرة.
السيناريو الثالث: ألا تنسحب إسرائيل وأن تبقى خروقاتها على ما هي عليه الآن.
هنا سنتحدث عما هو الكلام الآخر للمقــاومة.
في السيناريو الثاني، والذي أستبعده أيضًا، ستقوم المقــاومة بالرد بقصـ.ـف مستعمرات الشمال.
في السيناريو الثاني، ستشرع المقــاومة بتنفيذ عمليات خاصة ضد مراكز الـ.ـعـ.ـدو المنتشرة داخل الأراضي اللبنانية، على غرار ما كانت تقوم به ما قبل العام ٢٠٠٠ (اندحار الجيش الإسرائيل من الأراضي اللبنانية).
وفي هذه الحالة، إذا كان الرد الإسرائيلي على هذه العمليات بقصـ.ـف العمق اللبناني، فستكون المعادلة التي وضعتها المقــاومة بوضع تل أبيب مقابل العاصمة بيروت جاهزة للتنفيذ.
ولنكن صريحين، فإن المقــاومة و طوال هذه الفترة ما زالت تضبط نفسها عن الرد، لأن هناك ورقة ضاغطة عليها وهي عودة نازحي الجنوب إلى بلداتهم، حيث بدؤوا بترميم ما يمكن ترميمه، كما أن ورشات الترميم في الضاحية الجنوبية وفي البقاع على قدمٍ و ساق.
نحن مقبلون على مرحلة خطيرة في المستقبل القريب، فالمنطقة تتسارع فيها الأحداث بوتيرة لافتة، والتحديات كبيرة أيضاً، إن لناحية الـ.ـعـ.ـدوان الإسرائيلي وإن لناحية الاستحقاق الرئاسي الذي يواجه ضغوطاً دولية لفرض المعادلة الآتية على المقــاومة: إعادة الإعمار مقابل دفع أثمان في السياسة.