د.محمد شمص / موقع الخنادق
يواصل العدو الاسرائيلي تهديداته بتنفيذ عدوان واسع قد يستهدف برنامج إيران النووي السلمي، ظناً منه ان الحرب مع إيران نزهة او أن العدوان سيكون دون رد أو عقاب.
فما هي السيناريوهات الممكنة والواقعية؟
بعد احساس العدو الاسرائيلي بعدم القدرة على التقدم اكثر في المنطقة، والعجز في جبهات المحور لا سيما في الجبهة اليمنية التي غيرت حساباته، يتخذ قراراً بضرب ايران كما أوصى رئيس الموساد ديفيد برنيع.
-تقوم المقاتلات الاسرائيلية باستهداف البرنامج النووي الايراني. لكن الضربة تفشل كون المنشآت النووية محصنة تحت الجبال على عمق 2200 متر لا سيما في منشأة فوردو في قم التي تحتوي على عشرات آلاف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم من الأجيال الحديثة. والسبب ان الصواريخ الأميركية الخارقة للتحصينات غير قادرة للوصول اليها، وهي قادرة فقط على اختراق 80 متر كحد أقصى وليس 2200 متر في عمق الجبال.
-عدم تحقيق المقاتلات الاسرائيلية لأغلب أهدافها إثر تصدي منظومات الدفاع الجوي الايرانية الصنع من نوع باور 373 وسوم خرداد، والروسية الصنع من نوع اس 300.
-استهداف المقاتلات الاسرائيلية محطة بوشهر الكهروذرية كونها فوق الأرض وهي منشأة مدنية لانتاج الطاقة الكهربائية.
-قيام حرس الثورة الاسلامية بتنفيذ عملية الوعد الصادق3 باستهداف المنشآت النووية الاسرائيلية والرد بالمثل على كل منشأة استهدفتها اسرائيل.
-إذا لم يرتدع الاسرائيلي واعتدى مجددا ستدخل الجمهورية الاسلامية في حرب استنزاف مع اسرائيل وتنفيذ ضربات جوية وصاروخية متتالية.
-.فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية والأميركية في اعتراض غالبية الصواريخ الإيرانية كما حصل في عملية الوعد الصادق 2.
-لن تتحمل اسرائيل سقوط آلاف الصواريخ البالستية على منشآتها الحيوية والحساسة وهي محصورة في منطقة جغرافية محددة فيما منشآت ايران منتشرة على مساحات واسعة ( مساحة ايران مليون و600 الف كيلومتر مربع فيما مساحة الكيان لا تتجاوز 22 ألف كلم).
-اذا شاركت القوات الأميركية مباشرة باعتراض الصواريخ الايرانية او بتنفيذ الضربة الجوية ضد إيران قد تصبح السفن والقواعد والمصالح الأميركية في الخليج أهدافاً مشروعة وسهلة للجيش والحرس الثوري.
-الأهم ان إيران ستضطر للاستجابة للمطالبة الشعبية والبرلمانية بتصنيع السلاح الذري و امتلاك القنبلة النووية لردع اسرائيل وامريكا ومن معهما من الناتو والغرب على قاعدة ان الضرورات تبيح المحظورات.
-ستدخل ايران رسميا نادي الدول النووية العسكرية. الامر الذي سيبطل حسابات الغرب ويقع المحظور.
-.استئناف ايران لبرنامجها النووي خلال أسابيع لا سيما عمليات تخصيب اليورانيوم فهي لم تتضرر بفعل التحصينات.
إغلاق المضائق المائية بما فيها مضيق هرمز و قطع شريان النفط عن العالم ما سيؤدي الى ارتفاع كبير بأسعار النفط يؤثر على أصحاب القرار في الغرب الذي يعاني اساسا من ازمة وقود نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
-في حال تم استهداف منشآتها النفطية والغازية ستتصرف ايران على قاعدة الأمن للجميع او لا لأحد، والنفط للجميع او لا لأحد.
-ثمة معلومات ان ايران لديها سلاحان استراتيجيان لم تكشف عنهما لحد الآن، ستكون بمثابة المفاجأة الكبرى للإسرائيلي والأميركي.
-.غالبية الشعب الايراني يطالب بضرورة الرد العسكري القوي على اسرائيل على اعتدائها الاخير حسب نائب قائد الحرس الثوري، وقد تروت ايران بالرد حتى الساعة حرصا منها على عدم ذهاب المنطقة الى حرب مدمرة يريدها الاسرائيلي، لكن جهوزيتها للرد في اعلى مستوياته كما ان الاهداف واضحة وجاهزة، وتنتظر طهران اللحظة المناسبة التي يمكن لردها ان يكون رادعاً ومؤثراً ويحقق اهدافاً سياسية واستراتيجية لا ان يكون الرد لاجل الرد فقط.
-يتوهم الإسرائيليون ان حلفاء ايران مكبلين ولن يشاركوا في الرد على العدوان الاسرائيلي، لكن ايران لن تطلب مساعدة أحد، ولديها قدرات عسكرية هائلة ( اكثر من نصف مليون صاروخ فرط صوتي وبالستي) وهي التي ستنفذ الرد القاسي وحدها لتحمي نفسها وحلفاءها ايضا.
كل هذه الأسباب تجعل اسرائيل مترددة، وأمريكا محجمة، لكن نشوة النصر عند نتنياهو بعد سيطرة الأميركي والاسرائيلي مع التركي على سوريا واغترارهم بهذا التحول يعمي ابصارهم وقد يدفعهم الى ارتكاب هذا الخطأ الاستراتيجي.