
1) ليس هناك مِن أيّ سابقة في أيّ عمل عُنفي من قِبل الجماعات الجهاديّة المتطرّفة («داعش» و«القاعدة» بأشكالها المختلفة) ضدّ أهداف إسرائيليّة. هذه الجماعات تخصّصت في قتْل المسلمين والغربيّين.
2) هناك تاريخ من التعاون بين العدوّ وهذه الجماعات. إسرائيل اعترفت أنّها آوت وطبّبت مقاتلي فصائل سوريّة، كما أنّ اللّوبي الإسرائيلي هنا ضغط على الحكومة الإسرائيليّة من أجل التحالف (في زمن أوباما) بين الحكومة والقاعدة في سوريا (بأسمائها المختلفة).
3) بعد ساعات فقط من انتصار قوى «الثورة»، أعلنت الحكومة البريطانيّة أنّها ستُعيد النظر في تصنيف «هيئة تحرير الشام» كمنظّمة إرهابيّة. وبعدها بساعات، أعلنت الحكومة الأميركيّة الأمرَ نفسه. وهذا غيرُ مألوف لأنّ أميركا لا تسامح أبداً مَن قاتل قوّاتها. أميركا تحمل ضغينة ضدّ الحزب لأنّه قاتلها في عامَي 1983 و1984، فيما هي اعتقلت الجولاني في العراق لأنّه - بحسب الزعم الأميركي ونظريّة المؤامرة تصلح هنا أيضاً- قاتلَ قوات الاحتلال الأميركي في العراق. واللّوبي الإسرائيلي في واشنطن هو الذي يقرّر تصنيف الحركات الإرهابيّة وفرْض عقوبات على شخصيّات ومنظّمات في بلادنا (حتى تلك التي تتعلّق بالفساد). إنّ قراراً مِن هذا النوع (بِرفْع الاسم من قوائم الإرهاب) يكون دائماً متعلّقاً بتغيير موقف من إسرائيل. الحكومة الأميركيّة لم تُزِل اسم السودان عن القائمة إلّا بعدما وعدت الطغمةُ الحاكمة بالمضي في التطبيع مع إسرائيل. وعقوبات «قيصر» ليست إلّا السيف المسْلَط في انتظار حصول التطبيع. الأكيد أنّ الحكومة الجديدة قدّمت وعوداً حول التطبيع للحكومة الأميركيّة.
4) إنّ الحجم الكبير للضربات الإسرائيليّة المتعدّدة ضدّ أكثر من 350 هدفاً، والتدمير المنهجيّ للقوات المسلّحة السوريّة، إضافة إلى احتلال أراضٍ سوريةٍ جديدة، لا يمكن أن يحدث من دون تنسيق منتظم بين الحكومة الجديدة وبين العدوّ. الأكيد أنّ حكومة العدوّ بلّغت الحكومة الجديدة بأماكن القصف قبل حدوثه.
5) الحكومة الجديدة لم تُصدر أيّ إدانة أو استنكار للقصف الإسرائيلي أو احتلال أراضٍ سورية. لا، على العكس: الجولاني وصف حرب الإبادة في غزة بأنّها «حرب إيران على المنطقة».