*تاريخ ٦ حزيران ٢٠٢٣*
الاتفاق الذي أبرم بين إيران والسعودية أبرم لكي يطبق ولم يبرم من أجل أن يكون مجرد شكل. هذا الاتفاق نقل المعادلة من إيران العدو إلى إعادة البوصلة باتجاه العداء لإسرائيل، وهذا انتصار كبير للجمهورية الاسلامية وانتصار ايضا للسعودية ولكل البلدان التي تعمل من أجل أن تحقق الاستقرار في المنطقة وأن تتعاون مع بعضها.
الوحدة الاسلامية خير للجميع لا لجهة دون أخرى ولا لدولة دون أخرى، وهذه الوحدة لا بدَّ ان تنعكس على كل النتائج التي نقوم بها.
هنا لابد من أن نحيِّي بكل فخر واعتزاز مواقف الامام الخامنئي دام ظله الذي عمل طوال العقود الثلاثة لولايته على الامة وقبل ذلك مع الامام الخميني قدس سره.
لقد عمل الامام السيد الخامنئي على تعزيز هذه الوحدة الاسلامية وعلى دعمها والوقوف بجرأة أمام كل التحديات وأمام كل الصعوبات، وأثبت للعالم بأسره أنه أعار جمجمته لله تعالى، فلا يخاف إلا الله جل وعلا، لذلك انتصر فانتصر معه كل هؤلاء الذين أيدوه وناصروه وبايعوه، واليوم نجد أنفسنا بأننا في مرحلة نحقق فيها الكثير من الإنجازات، وإن شاء الله المزيد من الانتصارات يوما بعد يوم.
مشاكلنا وخلافاتنا لا تساوي شيئا أمام الخلافات التي كانت بين إيران والسعودية، ومع ذلك وجدوا أن الاتفاق هو السبيل أمام استقرار البلدين ونهضة البلدين مع كل هذه العقود الصعبة والمعقدة. فهل نتعظ في لبنان ونقتدي بهما، ولا توجد هنا المشاكل والتعقيدات التي هي موجودة بين تلك الدول.
لا يستطيع احد ان يدعونا الى الحوار او أن يختار الحوار مع شرط أن لا نطرح اسما أو نناقش فكرة، نحن لم نشترط على أحد شيئا. تعالوا جميعا نجلس على طاولة واحدة من دون تحفُّظ على أي فريق في لبنان في هذه الجلسة المشتركة لنناقش كل الخيارات التي تريدونها، علنا نتمكن من الوصول الى نتيجة. لماذا يخاف البعض أن يجلس معنا لأننا نؤيد مرشحا محددا، ربما استطعتم أن تقدموا أفكارا جديدة وربما تمكنّا أن نقنعكم بما لدينا، فلماذا تخافون من الحوار، وفي نهاية المطاف ستختارون من تريدون وما تقتنعون به، ونحن سنختار ما نريد ونقتنع به.
كل فريق اليوم لديه القدرة لمنع الآخر من الفوز بالتحدي فمرشح تحدٍّ لا يمكن أن يفرضه أحد على أحد.
يشرِّفنا اننا تعلمنا من الامام الخميني قدس الله روحه الشريفة كيف نكون مؤمنين
وندافع عن وطننا وأهلنا، ونقف إلى جانب الحق، ويشرفنا أننا واجهنا المشروع الأمريكي الإسرائيلي ولم نقبل أن نكون أتباعا له وتحت مظلته.
مع الامام الخميني، مع الامام الخامنئي، مع المجاهدين والشهداء حررنا الارض، أما مع أمريكا فبقي لبنان محتلا من سنه 1978 حتى سنه 2000 يعني 22 سنه. هذا الامام العظيم هو مدرسه للحق في مواجهه مدارس الانحلال والتبعية والاستسلام التي ترعاها أمريكا، الإمام أعطانا العزة والدعم والمكانة عندما سلبت أمريكا منا كل شيء؛ سلبت منا الاستقرار السياسي والاقتصادي وواجهت بلدنا وشعبنا بالعقوبات وحرمت اللبنانيين حتى من الضوء ومن الكهرباء، ومنعتهم حتى من أدنى مستويات الحياة، كيف تقولون لنا لماذا تسيرون تحت نهج الامام الخميني قدس سره؟! وهو الذي عرَّفنا معنى النصر والعزة والتحرير والمكانة والاستقلال، وقد حققناها جميعا ببركة هذا الالتزام. أما الآخرون الذين يلهثون وراء أمريكا، ماذا أخذوا منها، فقد أضرَّت بهم وأضرَّت بنا وأكثر، وهي لا تعير أهميه لأحد.